قائد أركان الجيش الجزائري يرد على حفتر بخطاب على الحدود مع ليبيا.. توعَّد برد “قاسٍ وحاسم” لمن يمس بلاده

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/29 الساعة 18:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/30 الساعة 09:18 بتوقيت غرينتش
السعيد شنقريحة قائد أركان الجيش الجزائري/مواقع التواصل الاجتماعي

أعلن الفريق السعيد شنقريحة، قائد الجيش الجزائري، الثلاثاء 29 يونيو/حزيران 2021، أن بلاده "لن تقبل أي تهديد أو وعيد"، وتوعد بأن ردها سيكون "قاسياً وحاسماً" على من يحاول المساس بسمعتها وأمنها وسلامة أراضيها، في إشارة منه إلى تحركات حفتر الأخيرة على المناطق الحدودية مع الجزائر.

الفريق "شنقريحة" قال خلال زيارته لمنطقة عسكرية حدودية مع ليبيا، بعد أيام من إعلان ميليشيا اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر أنها أغلقتها، إن بلاده سعت وما زالت انطلاقاً من مكانتها كدولة محورية في المنطقة إلى دعم جميع المبادرات الدولية، الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار.

وأضاف: "فضلاً عن كل ذلك فإن الجزائر لا ولن تقبل أي تهديد أو وعيد من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها".

ووجه الفريق شنقريحة تحذيراً شديداً إلى من وصفهم بالأطراف المتعطشة للسلطة من "مغبة" المساس بسمعة وأمن الجزائر وسلامتها الترابية وأضاف: "وليعلم هؤلاء أن الرد سيكون قاسياً وحاسماً".

الجزائر ليبيا حفتر
السعيد شنقريحة قائد أركان الجيش الجزائري الجديد/مواقع التواصل

تحركات حفتر على الحدود الجزائرية 

وتأتي تهديدات قائد الجيش الجزائري بعد أن أعلنت قوات حفتر قبل أيام إغلاق الحدود بين ليبيا والجزائر، وأعلنتها "منطقة عسكرية"، في خطوة فُهمت على أنها رسالة "تحدٍّ" مباشرة للجارة الغربية لبلاده، بينما يفرض الميدان واقعاً مغايراً تماماً.

ونقلت وسائل إعلام ليبية عن متحدثين باسم هذه الميليشيا أن قسماً من عناصرها توجه غرباً نحو الحدود الجزائرية، وسيطر على معبر إيسين/تين الكوم، الفاصل بين مدينتي جانت الجزائرية وغات الليبية، اللتين تقطنهما قبائل الطوارق، التي كانت تسيطر على المعبر.

وحسب هذه المصادر، انتقلت 300 سيارة وآلية مسلحة من معاقل حفتر في الشرق باتجاه قاعدة تمنهنت العسكرية (شمال شرق سبها)، وتتمثل في اللواء 128 معزز، واللواء التاسع (الكانيات)، المتهم بارتكاب جرائم حرب بمدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس) قبل طرده منها في 2020.

وأرجعت ميليشيا حفتر إعلان الحدود مع الجزائر "منطقة عسكرية" إلى ملاحقة من وصفتهم بـ"الإرهابيين التكفيريين"، وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة.

فيما جاء تحرك حفتر بعد 10 أيام من تصريح الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون بأن بلاده كانت ستتدخل لمنع سقوط العاصمة الليبية طرابلس في يد المرتزقة.

إذ قال تبون، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية: "لم نكن لنقبل أن تكون طرابلس أول عاصمة مغاربية وإفريقية يحتلها المرتزقة، كنا سنتدخل آنذاك".

الأزمة الليبية 

وفي أبريل/نيسان 2019، شنت ميليشيا حفتر هجوماً فاشلاً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دولياً، قبل أن يتمكن الجيش من طردها من المدينة، في يونيو/حزيران 2020.

ولسنوات عانت ليبيا، الغنية بالنفط، صراعاً مسلحاً، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة المعترف بها دولياً.

كما شهدت ليبيا، قبل أشهر، انفراجاً سياسياً، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تولت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

لكن حفتر لا يزال يعمل بمعزل عن الحكومة الشرعية، ويقود ميليشيا مسلحة، ويسيطر على مناطق عديدة، ويطلق على نفسه لقب "القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية"، منازعاً المجلس الرئاسي في صلاحياته.

تحميل المزيد