قالت صحيفة New York Times الأمريكية، الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، إن المشروع الذي ترعاه منظمة اليونسكو لترميم "مسجد النوري التاريخي" في مدينة الموصل يواجه انتقادات وشكاوى معماريين عراقيين قالوا إن المجمع الجديد للمسجد يحتوي على "مفاهيم دخيلة".
جمعية الحفاظ على التراث المعماري العراقي رفضت التصميم الجديد للمسجد، معتبرة أنه "معيب بشكل خطير"، وقالت إنه قدم العديد من المفاهيم "الغريبة" التي من شأنها تغيير الموقع إلى درجة لا يمكن التعرف عليه، كما دعت رئيس الوزراء العراقي إلى التدخل.
المشروع سيشمل كذلك بناء مجمع للمسجد موسع، وحديقة عامة ومدرسة دينية ومركز ثقافي، في حين سيتم ترميم المسجد والمئذنة.
وبدأت اليونسكو العمل على إزالة الألغام الأرضية من الموقع قبل سنتين، وتثبيت ما تبقى من الهيكل الهش للمئذنة التاريخية، التي يبلغ ارتفاعها 45 متراً، والتي بُنيت منذ ما يزيد على 840 عاماً.
وقالت المنظمة، في بيان، إنه بعد أربع سنوات من تدمير الموصل، تعمل منظمة اليونسكو و الإمارات التي تبرعت بمبلغ 54 مليون دولار للمشروع) والاتحاد الأوروبي على حماية تراث المدينة من خلال تشييد المعالم الأثرية، وأضافت: "نعمل على ترميم مئذنة الحدباء التي كانت ذات يوم تحدد أفق المدينة، ونعيد بناء مجمع مسجد النوري كملاذ للسلام والمصالحة".
فيما قال معماريون عراقيون إنهم يعارضون المشروع بسبب وجود عناصر وصفوها بـ"ضد الإسلام" وعارضوا فكرة إنشاء قسم منفصل لكبار الشخصيات يتم بناؤه على شرفة قاعة الصلاة.
كما يقول المعارضون للمشروع إن التصميم الجديد تغلب عليه "الروح الخليجية"، مشيرين إلى استخدام الطوب الأبيض المصقول وزوايا مستقيمة من النوع الموجود في الخليج، على النقيض من الأقواس والمرمر المحلي والحجر الجيري التقليدي في مباني الموصل.
أحمد طحالة، أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة الموصل قال للصحيفة الأمريكية: "اللغة المعمارية المحلية في العراق غير موجودة… المواد والألوان والعناصر والنسبة والإيقاع والعلاقة بين العناصر. إنها لغة أخرى غريبة".
يُشار إلى أن "جامع النوري الكبير" له دلالة ثقافية كبيرة، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، وسُمي بمسجد النوري نسبة إلى نور الدين محمود زنكي، حاكم الموصل وحلب، ولكن أعيد بناؤه بالكامل في الأربعينيات.
كما أعلن زعيم "داعش" السابق، أبوبكر البغدادي، من خلال "الخلافة" في 2014، تعرض المسجد ومئذنته المائلة الشهيرة للتدمير عام 2017.
وسيعمل المشروع الذي تبلغ تكلفته 50 مليون دولار أيضاً على ترميم كنيستين متضررتين بشدة في الجوار، وإصلاح مئذنة من الطوب تعود للقرن الثاني عشر بالقرب من المسجد.
فيما قال باولو فونتاني، مدير مكتب اليونسكو في العراق، إنه لا يستبعد إجراء تغييرات على الخطط النهائية، وقال إن المنظمة ستتشاور مع خبراء ومهندسين معماريين محليين.