اقتحم عضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير، صباح الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، ساحات المسجد الأقصى برفقة حراسة مشددة من القوات الإسرائيلية، التي وفرت له الحماية خلال اقتحامه المسجد، في الوقت الذي قيدت فيه دخول الفلسطينيين.
وسمحت شرطة الاحتلال لعضو الكنيست بن غفير واثنين من مساعديه باقتحام الأقصى دون مرافقة مجموعات من المستوطنين التي تشارك غالباً في الاقتحامات، حيث قام بن غفير بجولة في ساحات الحرم، وقام بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة.
ويأتي اقتحام بن غفير لساحات الحرم قبل أن تتجدد اقتحامات المستوطنين لساحات الأقصى، حيث نفذ العشرات جولات استفزازية في ساحاته بحماية عناصر شرطة الاحتلال.
في المقابل، صعّدت شرطة الاحتلال من استهداف الفلسطينيين وواصلت فرض التقييدات على دخولهم للمسجد، كما لاحقت كل من يتواجد داخل ساحات الحرم وأبعدتهم عن مسار اقتحامات المستوطنين.
ويتعرض الأقصى يومياً لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، بحيث يتخللها استفزازات للمصلين وعمليات اعتقال وإبعاد عن المسجد، لإتاحة المجال لليهود لتنفيذ اقتحاماتهم بدون أي قيود.
اليميني بن غفير
كان السياسي الإسرائيلي العنصري إيتمار بن غفير والعضو الجديد بالكنيست، أحد أعلام التصعيد الأخير في مدينة القدس مايو/أيار الماضي، وامتدت إلى مدن الضفة والداخل واشعلت مواجهة في غزة امتدت لـ 11 يوماً.
حيث اقتحم بن غفير حي الشيخ جراح المهدد بالهدم، كما حاول اقتحام باب العامود لأكثر من مرة مشعلاً مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.
وإيتمار بن غفير هو زعيم "القوة اليهودية"، الحزب اليميني الديني المتشدّد، وقد خاض الانتخابات التشريعية مرشّحاً في المركز الثالث على قائمة ائتلاف "الحزب الديني الصهيوني".
يُنظَر إلى بن غفير باعتباره عاملاً محفزاً للعنف في تل أبيب. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إن يعكوف شبتاي، مفوض الشرطة الجديد، حذَّر نتنياهو صراحةً من أن "إيتمار بن غفير مسؤول عن أعمال العنف العربية اليهودية".
وبن غفير هو أحد المتحمسين للقاتل الجماعي الإسرائيلي الأمريكي باروخ غولدشتاين، الذي فتح في عام 1994، النار من مدفع رشاش على المسلمين أثناء صلاة الفجر في رمضان بمدينة الخليل بالضفة الغربية، مُودياً بحياة 29 شخصاً.
إذ رحب إيتمار بن غفير بهذه الجريمة التي أدت إلى استشهاد 29 مصلياً فلسطينياً بالخليل في 1994 ووصف قاتِلهم بالبطل.
واقتحم إيتمار بن غفير عالم السياسة في إسرائيل وعمره لم يتجاوز 19 عاماً. وفي 1995، في أعقاب توقيع اتفاقيات أوسلو بين الطرف الإسرائيلي والفلسطيني، قام برفع رقم سيارة رئيس الحكومة آنذاك إسحاق رابين أمام الكاميرات قائلاً: "لقد تمكنا من تصوير رمز السيارة التي تقل رابين وهذا يعني أن بإمكاننا الوصول إليه". ولم تمر أسابيع عديدة بعد هذا التصريح ليتم قتل إسحاق رابين من قبل متطرف يهودي.
ويؤيّد حزب إيتمار بن غفير، "القوة اليهودية"، ضمّ إسرائيل لكامل الضفة الغربية المحتلّة التي يقطنها نحو 2.8 مليون فلسطيني.
ومهَّد نتنياهو الطريق أمام نواب حزب "الصهيونية المتدينة"، من بينهم أتباع كهانا، لدخول الكنيست، حسبما ورد في موقع The Time of Israel.