حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، من أن انسحاب بلاده من المحادثات النووية مع إيران التي انطلقت قبل شهرين في فيينا "يقترب"، مشدّداً على أن بلاده "لن تتوصل لصفقة تعيد إحياء الاتفاق المتهاوي، منذ انسحاب الإدارة الأمريكية، إلا إذا أوفت السلطات الإيرانية بالتزاماتها النووية".
حيث قال الوزير الأمريكي في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن استمرار السلطات الإيرانية في تطوير برنامجها النووي "قد يصبح قريباً عقبة لا يمكن التغلب عليها إطلاقاً"، وذلك بعد 6 جولات من المحادثات الدولية مع طهران في العاصمة النمساوية فيينا.
فيما رد بلينكن على سؤال حول اليوم الذي قد تنسحب فيه أمريكا من المحادثات النووية، قائلاً: "لا يمكنني تحديد موعده بعينه، لكنه يقترب"، مضيفاً: "إذا استمروا في تشغيل أجهزة طرد مركزية أكثر تطوراً، بشكل مستمر على مستويات أعلى وأعلى، فسنصل إلى نقطة صعبة للغاية من الناحية العملية".
يشار إلى أن بلينكن قال، الجمعة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي من باريس، إن هناك "خلافات جوهرية لا تزال قائمة حول الاتفاق النووي"، مؤكداً أن أي إخفاق من جانب طهران في التوصل إلى توافق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اتفاق مؤقت لمراقبة أنشطة طهران النووية والذي انتهى أجَله الأسبوع الماضي، سيكون "مقلقاً للغاية".
"لن نتفاوض إلى الأبد"
في السياق ذاته، قالت إيران، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، إنها تعتقد أن من الممكن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية الكبرى، لكنها حذّرت من أن طهران "لن تتفاوض إلى الأبد".
إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على "تويتر": "من منطلق الالتزام الثابت بإنقاذ اتفاق حاولت الولايات المتحدة نسفه، كانت إيران الطرفَ الأكثر نشاطاً في فيينا، حيث اقترحت معظم المسودات"، لافتاً إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق "إذا قررت الولايات المتحدة التخلي عن إرث ترامب الفاشل".
توقف مفاوضات فيينا
كانت مباحثات فيينا، التي تستهدف كبح الأنشطة النووية لإيران في مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية عنها، قد توقفت، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، بعد فوز "إبراهيم رئيسي" في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
من المتوقع أن يستمر توقف تلك المحادثات، التي بدأت في أبريل/نيسان الماضي، إلى أوائل يوليو/تموز المقبل، لكن الإخفاق في تمديد اتفاق المراقبة قد يضع المحادثات في مهب الريح.
جدير بالذكر أن مفاوضات فيينا تهدف إلى تحديد طبيعة وتسلسل الخطوات التي يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها بشأن الأنشطة النووية والعقوبات، للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
اتفاق مراقبة الأنشطة النووية
تجدر الإشارة إلى أن اتفاق مراقبة الأنشطة النووية انتهى أجَله ليلة الخميس الماضي، وذلك بعد ساعات من تحذير واشنطن من التبعات الخطيرة لعدم تمديده، على جهود إحياء الاتفاق النووي.
هذا الاتفاق يسمح للوكالة الدولية بمواصلة جمع بيانات عن بعض أنشطة إيران، مما يخفف من تأثير قرار طهران، في فبراير/شباط، تقليص التعاون مع الوكالة.
في هذا الإطار، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، إن طهران لم تردَّ عليها بخصوص طلب التمديد، مشدّدة على أن "الرد الفوري من إيران ضروري في هذا الصدد".
في المقابل، نُقل عن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب أبادي، قوله في تصريح لوكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية، إن بلاده غير ملزمة بالرد على طلب الوكالة بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية.
بينما طالب مسؤول أمريكيٌّ السلطات الإيرانية بالتواصل مع وكالة الطاقة الذرية دون تأخير؛ لضمان استمرار اتفاق المراقبة.