يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ضغوطاً متزايدة، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، لإقالة وزير الصحة مات هانكوك، بعد اتهامات بـ"الرياء السافر" أثارها اعتراف الوزير بمخالفة قواعد التباعد الاجتماعي عندما عانق كبيرة مساعديه وقبّلها.
يتصدر هانكوك (42 عاماً) جهود الحكومة لمحاربة الجائحة، ودائماً ما كان ينصح الناس باتباع القواعد الصارمة، كما رحّب العام الماضي باستقالة عالِم كبير خرق القيود بطريقة مشابهة.
كان هانكوك قد اعتذر، أمس الجمعة، عما بدر منه، بعدما نشرت صحيفة "ذا صن" صورة له وهو يعانق جينا كولادنغلو، كبيرة مساعديه ويقبّلها في مكتبه الشهر الماضي، أي عندما كانت القواعد تحظر التواصل الحميم مع أحد خارج نطاق الأسرة.
قال هانكوك في بيان: "أقر بأنني انتهكت قواعد التباعد الاجتماعي في هذه الظروف… خذلت الشعب وأنا آسف جداً"، وقال جونسون أمس إنه يعتبر الأمر منتهياً.
لكن الصحف البريطانية الكبرى التي نشرت جميعها القصة على صفحاتها الأولى، ذكرت أن هانكوك فقد أي سلطة معنوية وأخلاقية وأن عليه الرحيل.
بدوره، كان حزب العمال المعارض قد تساءل عما إذا كان هانكوك قد خالف قواعد سلوك العمل الوزاري عندما عيّن مساعدته، وهي صديقة له منذ سنوات، ما أثار من جديد اتهامات بالمحسوبية وُجهت من قبل لحكومة جونسون المحافظة.
متحدث باسم الحزب قال إن "من حق الوزراء أن يكون لهم حياة خاصة، كأي شخص عادي. لكن إذا كان الموضوع يمس أموال دافعي الضرائب أو في حال تعيين أصدقاء مقربين للوزير في وظائف حكومية فيجب التحقيق في الأمر".
من جهتها، قالت صحيفة "ذا صن" في مقالها الافتتاحي: "لا يمكن للسيد هانكوك الآن أن يحلم بأن يظهر أمامنا ليخبرنا كيف نتصرف ويتوقع منا الاستماع إليه". وأضافت: "هناك رائحة رياء كريهة".
أما هانكوك وهو متزوج، فقال إنه يركز الآن على انتشال بريطانيا من الجائحة وناشد الحفاظ على خصوصية أسرته.
في السابق، عملت كولادنغلو مع هانكوك في إذاعة للطلاب بجامعة أكسفورد، وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، عيّنها هانكوك مديرة غير تنفيذية بوزارة الصحة، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
بموجب منصبها، الذي تعمل فيه لما يتراوح بين 15 و20 يوماً في السنة، تتقاضى كولادنغلو راتباً شهرياً مقداره 15 ألف جنيه استرليني.