قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، إن الشراكة بين بلاده وأفغانستان ستكون مستدامة ولن تنتهي، على الرغم من انسحاب القوات الأمريكية، لافتاً إلى أنه "ينبغي للأفغان أن يقرروا مستقبلهم وما يريدونه (..)، والعنف الذي لا معنى له لابد أن يتوقف".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بايدن خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، في البيت الأبيض.
في وقت سابق من الجمعة، استقبل بايدن نظيره الأفغاني، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية، عبدالله عبدالله؛ من أجل بحث الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ومناقشة مستقبل الأوضاع في كابول.
حيث جلس بايدن بجوار غني وعبدالله في المكتب البيضاوي ووصفهما بـ"الصديقين القديمين". وقال إن الشراكة بين الولايات المتحدة وأفغانستان لم تنتهِ بل ستستمر، على الرغم من انسحاب القوات الأمريكية.
مرحلة جديدة
من جهته، قال غني إن قوات الأمن الأفغانية استعادت ست مقاطعات، الجمعة 25 يونيو/حزيران، مشيراً إلى أنه يحترم قرار بايدن الخاص بالانسحاب من أفغانستان، وأن الشراكة بين الولايات المتحدة وبلاده تدخل مرحلة جديدة.
الرئيس الأفغاني مضى قائلاً: "نحن مصممون على الوحدة والتماسك".
ويمكن أن يكون اجتماع المكتب البيضاوي أمراً مهماً لـ"غني" ولأي مساعدة أمريكية جديدة، لأنه سيمثل تأكيداً لدعم بايدن للزعيم الأفغاني في مواجهة المكاسب التي تحققها حركة طالبان والتفجيرات وعمليات الاغتيال، والزيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19، والمشاحنات السياسية في كابول.
بدوره، قال رونالد نيومان، سفير الولايات المتحدة السابق في كابول: "في وقت تتهاوى فيه الروح المعنوية وتتدهور فيه الأمور، فإن أي شيء يمكن لأحد أن يفعله لدعم المعنويات وتعزيز الحكومة أمر يستحق التنفيذ. دعوة غني إلى هنا مؤشر قوي على أننا ندعمه".
تشكيل "جبهة موحدة"
لكن استقبال بايدن يأتي بعد أشهر من ضغط مسؤولين أمريكيين على غني ليتنحى؛ لإفساح الطريق أمام حكومة انتقالية بموجب مسودة اتفاق سياسي طرحوها في محاولة لكسر الجمود بمحادثات السلام.
يشار إلى أن بايدن طلب سابقاً من الكونغرس إقرار تخصيص 3.3 مليار دولار من المساعدة الأمنية لأفغانستان العام المقبل، وسيرسل ثلاثة ملايين جرعة لقاح للوقاية من كوفيد-19؛ للمساعدة في مكافحة الجائحة.
فيما أوضحت كارين جين-بيير، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن بايدن سيحث غني وعبدالله على تشكيل "جبهة موحدة"، وسيعيد تأكيد دعم الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام عبر التفاوض.
قتال متواصل
يشار إلى أن القتال بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان تصاعَد منذ أن أعلن بايدن، في أبريل/نيسان الماضي، أن جميع القوات الأمريكية بأفغانستان ستنسحب قبل 11 سبتمبر/أيلول المقبل، تزامناً مع ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول، لتنهي أطول حرب أمريكية بعد ما يقرب من 20 عاماً من بدء الصراع.
حيث تقاتل قوات الأمن الأفغانية مسلحي حركة طالبان في 28 إقليماً من أصل 34 في البلاد، بينما تمكنت "طالبان" من السيطرة على مزيد من الأراضي في الأسابيع الماضية.
من جهتهم، قال مسؤولون أمنيون إن 24 جندياً من القوات الخاصة الأفغانية قُتلوا، الجمعة 18 يونيو/حزيران الجاري، وأصيب العشرات خلال معركة لاستعادة السيطرة على منطقة استولت عليها "طالبان" في إقليم فارياب بشمالي البلاد.
في حين تشنُّ "طالبان" حملة منذ أشهر؛ لتوسيع نطاق نفوذها وسيطرتها في أفغانستان بالتزامن مع بدء الولايات المتحدة سحب قواتها، من الأول من مايو/أيار، وإغلاقها بعض القواعد العسكرية وتسليمها للحكومة الأفغانية، حيث تمكنت من السيطرة على 30 منطقة على الأقل.
بدوره، ذكر مسؤول أمني، طلب عدم ذكر اسمه، أن الخسائر في صفوف قوات الأمن الأفغانية فادحة، إضافة إلى مدنيين وأفراد من "طالبان" في الأسابيع الماضية، مع استمرار المعارك الشرسة.
جدير بالذكر أن أفغانستان تعاني حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
وأسفرت المفاوضات بين واشنطن وحركة "طالبان"، بوساطة قطرية، عن توقيع اتفاق تاريخي، أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.