قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرغ، إن بلاده "لن تترك 100 مليون مصري بدون مياه"، مؤكداً أنها ستدفع لاستئناف مفاوضات سد النهضة المتعثرة.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "dmc" المصرية الخاصة، مساء الخميس 24 يونيو/حزيران 2021، تزامناً مع اقتراب موعد الملء الثاني لسد "النهضة" الإثيوبي، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول الجمعة 25 يونيو/حزيران.
بينما كان قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، قد انتقد سلوك إثيوبيا بشأن مشكلة سد النهضة وقال إنه يقلق الولايات المتحدة كثيراً، وأضاف أن واشنطن تدرك أهمية النيل المتميزة لمصر كمورد مائي واقتصادي.
استئناف مفاوضات سد النهضة
المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أفاد أن "الولايات المتحدة لن تترك 100 مليون مصري بدون مياه". وأوضح أن "واشنطن ستبذل كافة الجهود لتشجع الأطراف الثلاثة على استئناف مفاوضات السد تحت قيادة الاتحاد الإفريقي".
كما أضاف المسؤول الأمريكي: "الولايات المتحدة تهدف للوصول إلى اتفاق سلمي مناسب لجميع الأطراف في قضية سد النهضة، دون اللجوء إلى أي حل آخر (لم يسمه)".
صامويل وربيرغ تابع قائلاً: "المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي غيفري فيلتمان يهتم بشكل أساسي بهذا الملف".
في 23 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت واشنطن تعيين فيلتمان مبعوثاً خاصاً لمنطقة القرن الإفريقي، مؤكدة أنه "سيعمل على قضايا إقليم تيغراي والخلاف بين السودان وإثيوبيا وملف السد الإثيوبي".
طلب سوداني لمجلس الأمن
قبل ذلك أفاد بيان حكومي بأن السودان طلب من مجلس الأمن الدولي الثلاثاء 22 يونيو/حزيران، عقد جلسة لبحث تطورات الخلاف بشأن سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على النيل الأزرق، وفق وكالة رويترز؛ إذ تعلق إثيوبيا آمالها في التنمية الاقتصادية وتوليد الكهرباء على السد، بينما تشعر دولتا المصب، مصر والسودان، بالقلق بسببه وتطلبان إبرام اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.
جاء في البيان الحكومي أن وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي طلبت من مجلس الأمن عقد جلسة في أقرب وقت ممكن لبحث سد النهضة "وأثره على سلامة وأمن الملايين" من البشر.
أضاف البيان أن وزيرة الخارجية السودانية حثت رئيس مجلس الأمن في رسالتها على دعوة إثيوبيا "للكف عن الملء الأحادي للسد الإثيوبي؛ الأمر الذي يفاقم النزاع ويشكل تهديداً للأمن والسلام الإقليمي والدولي".
كما دعت الدول العربية الشهر الجاري مجلس الأمن إلى مناقشة النزاع وبحث خطط إثيوبيا للمضي قدماً في الملء الثاني للسد هذا الصيف دون إبرام اتفاق مع السودان ومصر.
استنكار إثيوبي لتحرك الخرطوم
من جهته، استنكر المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي مطالبة السودان بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن بشأن أزمة سد النهضة، قائلاً إنه مشروع تنموي لا يدخل في اختصاص المجلس المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين.
في مؤتمر صحفي عقده بأديس أبابا، أكد المسؤول الإثيوبي على ضرورة حل أزمة سد النهضة في إطار إفريقي.
كما قال: "نحن نقول مراراً وتكراراً: بماذا قصر الاتحاد الإفريقي؟ لماذا لا نحل مشكلة السد عبر مظلة الاتحاد الإفريقي ومفاوضات سد النهضة؟ المياه إفريقية وأنتم أيضاً أفارقة وأعضاء في الاتحاد الإفريقي. نقل الملف إلى خارج البيت الإفريقي لن نجني منه سوى إضاعة الجهد والوقت فقط لا غير".
أضاف: "لا حاجة لتدخل مجلس الأمن الدولي في ملف سد النهضة، المجلس ليس معنياً بملفات التنمية، بل هو معني بملفات السلم والأمن، وسد النهضة مشروع تنموي".