بعد ساعات من الإعلان عن مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات، إثر اعتقاله من قوات تابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصوراً تشير لتعرض الناشط الفلسطيني لتهديدات بالتصفية الجسدية.
إذ توفي صباح الخميس 24 يونيو/حزيران 2021 الناشط السياسي والحقوقي الفلسطيني نزار بنات، بسبب تدهور حالته الصحية بعد اعتقاله من قِبل قوات أمن السلطة الفلسطينية في بلدة دورا قضاء الخليل، بالضفة الغربية، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام محلية.
تهديدات سابقة بالقتل تلقاها نزار بنات
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات سبق وأن نشرها الناشط الفلسطيني الراحل نزار بنات، أشار في إحداها إلى الطريقة التي تتعامل بها السلطة عندما تقوم باغتيال أحد معارضيها، بينما أشار في وقت سابق إلى أنه تعرض لتهديدات بالتصفية الجسدية هو وأفراد من عائلته.
بينما حمّلت زوجته السلطة مسؤولية اغتياله، وقالت في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "الأجهزة الأمنية هي من تتحمل دم زوجي، إذا قتلوا نزار راح يطلع ألف نزار وأولاده وراه ومش راح يروح دمه".
من جانبه، عمار بنات، ابن عم الناشط الفلسطيني نزار، قال في تصريحات صحفية إن القوى الأمنية تعاملت بعنف مع الناشط أثناء اعتقاله، مشيراً إلى أن عناصر الأمن الفلسطينيون قاموا بسحل الناشط بعد ضربه ما أدّى إلى وفاته.
كما أوضح عمار بنات أن "السلطة وجهت لنا سابقاً تهديدات قبل تنفيذ عملية اعتقال الناشط بنات"، مضيفاً: "لا نعلم حتى الآن أين جثمان الناشط بنات والقوى الأمنية تحاول إخفاء الأدلة".
وفق بنات فإن "كل الدلائل تشير إلى أن الناشط نزار اغتيل مع سبق الإصرار والترصّد"، مشدداً على أن "بيان محافظ الخليل بشأن وفاة نزار هو استخفاف بنا وبعقولنا".
تابع عمار بنات في حديثه: "نتحفظ حالياً على هوية العناصر الأمنيين الذين اغتالوا الناشط نزار"، لافتاً إلى أنهم لا يعلمون أين جثمان نزار ولا ماذا حل به و"القوى الأمنية تحاول خداعنا".
إدانة محلية ودولية لاغتيال بنات
من جهتها، حمّلت حركةُ "حماس" السلطةَ الفلسطينية مسؤوليةَ وفاة الناشط السياسي والحقوقي الفلسطيني نزار بنات، فجر اليوم الخميس، خلال اعتقاله من قبل الأمن الفلسطيني.
كما أعربت "حماس" عن إدانتها لـ"جريمة اغتيال أجهزة أمن السلطة للناشط والمرشح البرلماني نزار بنات"، وقالت إن ما وقع يعكس "السياسة الدموية للسلطة في تصفية الحسابات".
دعت حماس إلى "محاكمة القتلة"، واعتبرت أن "رئيس الحكومة محمد اشتية يتحمل المسؤولية الأولى عن الجريمة".
كما قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" إنها تنظر بخطورة بالغة لحادثة وفاة الناشط نزار بنات بعد وقت قصير من اعتقاله.
أعلنت الهيئة أنها باشرت بالتحقيق وجمع المعلومات حول حادثة الوفاة وستشارك في تشريح الجثمان من خلال طبيب شرعي منتدب من قبل الهيئة، وستعلن نتائج التحقيق التي تتوصل إليها فوراً. كما تم الاتفاق مع مؤسسة الحق بتنسيق جهود التحقيق في الحادثة والعمل بشكل مشترك.
بينما قال الاتحاد الأوروبي: "مصدومون وحزينون لوفاة الناشط والمرشح التشريعي السابق نزار بنات عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية الليلة الماضية. تعازينا إلى عائلته وأحبائه". وطالب بتحقيق كامل وشفاف ومستقل.
تعليق محافظ الخليل
كان مسؤولون فلسطينيون أعلنوا أن معارض السلطة نزار بنات (44 عاماً) توفي بعد ساعات من اعتقاله.
ذكر بيان صادر عن محافظ الخليل أنه تم القبض على بنات فجر اليوم، بناءً على مذكرة صادرة من النيابة العامة، مشيراً إلى أنه أثناء القبض عليه تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الجليل الحكومي، وعند معاينته من الأطباء أكد أنه متوفى.
الناشط بنات كان مرشحاً على قائمة الحرية والكرامة لانتخابات المجلس التشريعي التي تم تأجيلها قبل عدة أشهر.
كان بنات من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفين بتوجيه انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية وتم اعتقاله أكثر من مرة خلال السنوات الماضية.
خلال السنوات الماضية، تعرّض للاعتقال أكثر من مرة من قبل السلطة الفلسطينية. في أوائل مايو/أيار، أطلق مسلحون الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على منزله بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، حيث كانت زوجته بالداخل مع أطفالهما.