أصدرت الولايات المتحدة، الخميس 24 يونيو/حزيران 2021، أمراً لكافة العاملين بالموانئ الأمريكية يمنحهم سلطة مصادرة شحنات ومنتجات صينية يشتبه في تصنيعها عبر العمل القسري في إقليم شينجيانغ الصيني (تركستان الشرقية).
جاء ذلك في بيان صادر عن البيت الأبيض، نُشر على موقعه الإلكتروني. وفي سبتمبر/أيلول 2020، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار يحظر استيراد السلع المنتجة في منطقة "شينجيانغ"، على خلفية قيام بكين بإرغام أفراد من أقلية الإيغور على العمل القسري.
تعليمات للعاملين في الموانئ
ذكر البيت الأبيض أنه "صدرت تعليمات للموظفين في جميع موانئ الدخول الأمريكية بالبدء على الفور في احتجاز الشحنات التي تم تصنيعها من قِبل شركة Hoshine Silicon، حيث يشتبه في أنها نتاج العمل القسري في شينجيانغ.
أوضح أن ممارسات الحكومة الصينية بحق العمال في إقليم شينجيانغ "جزء من الانتهاكات الممنهجة ضد أقلية الإيغور".
لفت إلى أن انتقاد الانتهاكات التي تمارسها السلطات الصينية بحق الأقليات "سيبقى من أهم أولويات الإدارة الأمريكية"؛ في إطار حرصها على حماية حقوق الإنسان.
كما أشار البيت الأبيض في البيان، إلى فرض عقوبات جديدة على 5 كيانات صينية (لم يحددها)؛ "لاستخدامها العمل القسري" كوسيلة لقمع الأقليات المسلمة في شينجيانغ.
تابع: "العقوبات الأمريكية التي فُرضت على الصين هي التزام بمقررات قمة مجموعة السبع الأخيرة".
حقوق كاملة للأقليات
شدد البيان على ضرورة منح الأقليات في شينجيانغ حقوقهم كاملة. وفي أغسطس/آب 2020، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بإقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) ذاتي الحكم.
منذ 1949، تسيطر بكين على إقليم "تركستان الشرقية"، الذي يعد موطن الأتراك "الإيغور" المسلمين، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه منظمة العفو الدولية، الخميس، إن "الإيغور والكازاخ وغيرهم من المسلمين في إقليم سنجان (تركستان الشرقية) يتعرضون لانتهاكات ممنهجة على يد الدولة الصينية، تشمل السجن الجماعي، والتعذيب، والاضطهاد، وقد تصل لحد الجرائم ضد الإنسانية".
جاء ذلك في تقرير من 160 صفحة، أعده فريق الاستجابة للأزمات بالمنظمة، تحت عنوان: "كأننا أعداء في حرب: حملة الاحتجاز الجماعي والتعذيب والاضطهاد التي تمارسها الصين ضد المسلمين في سنجان".
تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة. ويتضمن التقرير العشرات من الإفادات الجديدة التي أدلى بها معتقلون سابقون، يصفون فيها بالتفصيل التدابير المفرطة التي تتخذها السلطات الصينية منذ عام 2017 بحقهم.
استئصال عادات المسلمين
تهدف هذه الممارسات وفق التقرير، إلى "استئصال العادات والتقاليد الدينية والثقافية واللغات المحلية للطوائف العرقية المسلمة في الإقليم". وأضاف أن السلطات الصينية ترتكب هذه الجرائم تحت ستار مكافحة "الإرهاب"، مستهدفةً طوائف الإيغور، والكازاخ، والهوي، والقرغيز، والطاجيك.
يُذكر أن الخارجية الأمريكية اتهمت الصين، في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان للعام 2019، باحتجاز المسلمين بمراكز اعتقال؛ لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسخرة.
غير أن الصين عادةً ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".