نشطاء ودبلوماسيون عراقيون يتهمون الدولة بالعجز أمام الميليشيات المسلحة.. غياب الأمن يهدد الانتخابات

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/23 الساعة 19:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/23 الساعة 19:52 بتوقيت غرينتش
الانتشار الأمني في العاصمة العراقية/ الأناضول

اتهم نشطاء ومسؤولون ودبلوماسيون عراقيون، الأربعاء 23 يونيو/حزيران 2021، حكومة بلادهم بالضعف أمام تزايد سطوة بعض الميليشيات العسكرية وبعض الأحزاب، التي من المرتقب أن تعزز موقعها في الانتخابات المقبلة، الأمر الذي يبدد آمال المحتجين الذين تلقوا وعوداً بالإصلاح.

إذ قررت حكومة بغداد إجراء انتخابات مبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، باعتبارها حلّاً لمشكلات البلاد، وألقى الغرب بثقله وراء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس برهم صالح، في الدعوة إلى الانتخابات التي وافقت الأمم المتحدة على مراقبتها.

اشتباكات مسلحة 

لكن سلسلة أحداث شهدها العراق في الآونة الأخيرة، أظهرت منَعة الجماعات المسلحة، المتحالفة بشكل أساسي مع إيران، من المساءلة والعقاب.

بينما تستعد أكبر الأحزاب العراقية، وجميعها مرتبط بفصائل مسلحة، لتقسيم الغنائم الانتخابية، يُقتل نشطاء مؤيدون للإصلاح في الشوارع.

قال الناشط الحقوقي العراقي البارز حنا إدوار: "الدولة العراقية غير مسيطرة وغير مهيمنة على الوضع. تصفية الناشطين وتصفية وتهديد للمرشحين"، موضحاً أنه سيكون من الصعب جداً إجراء انتخابات نزيهة في هذه الأوضاع.

قال مسؤول حكومي، اشترط عدم كشف هويته، إن المسلحين "أقوى من الدولة نفسها… الحرس القديم هو المسيطر. كل ما سينجم عن إجراء انتخابات بمراقبة دولية هو منحهم شرعية".

لم يتسنَّ الوصول بعد إلى المتحدث باسم الحكومة للحصول على تعليق.

غزو أمريكا للعراق

بعد أن غزت الولايات المتحدة العراق في 2003 لتطيح بزعيمه صدام حسين، سيطرت أحزاب شيعية متحالفة مع إيران، على مؤسسات الدولة وحكوماتها المتعاقبة.

في أواخر 2019، شاركت مجموعات ضخمة من العراقيين في احتجاجات حاشدة تطالب بإزاحة هذه الطبقة الحاكمة. وقُتل مئات المحتجين عندما فتحت قوات الأمن ومسلحون النار على المتظاهرين. واضطرت الحكومة في ذلك الوقت إلى الاستقالة.

منذ ذلك الحين، وعد رئيس الوزراء المؤقت الكاظمي بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين وإصلاح قوانين الانتخابات، الأمر الذي من شأنه أن يُضعف قبضة الجماعات المسلحة.

محاكمات خاصة بقتل المتظاهرين 

لكن بعد مرور نحو عامين، لم تحقق المحاكمات الخاصة بقتل المتظاهرين النتائج المرجوة منها. كما تبدو النخبة القديمة في سبيلها لتعزيز سلطتها، فيما يشكو النشطاء من أن الحريات السياسية تآكلت أكثر.

تقول الأمم المتحدة إن 32 ناشطاً مناهضاً للنظام على الأقل لقوا حتفهم في عمليات قتل مستهدفة نفذتها جماعات مسلحة مجهولة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019. ويلقي مسؤولون عراقيون باللوم في الكواليس على الجماعات المتحالفة مع إيران، على الرغم من أن هذه الجماعات تنفي أي دور لها في ذلك.

بالنسبة للناشط هشام الموزاني، الذي شارك في تأسيس حزب سياسي جديد، فإن انتشار أنصار الجماعات المسلحة المتنافسة في بغداد هذا العام هو الذي أخاف حزبه من الترشح في الانتخابات.

قال الموزاني: "هذه المدينة سقطت تماماً ولا يوجد لديها أي شكل من النظام أو القانون، لا توجد أي منظومة أمنية أو سلطة… الدولة تحتضر".

مظاهرات رجال مقتدى الصدر 

أما في فبراير/شباط 2021، فتظاهر مسلحون من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر في بغداد، بسبب ما وصفه الصدر بتهديد الأماكن الشيعية المقدسة. وفي مارس/آذار 2021، خرج أنصار الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران إلى الشوارع، بسبب تأخر الحكومة في إقرار الميزانية السنوية. ولم تتدخل قوات الأمن الحكومية في المناسبتين.

انتشر مسلحون، الشهر الماضي، داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم مباني حكومية. وكان المسلحون يطالبون بالإفراج عن قاسم مصلح، القيادي البارز في الحشد الشعبي، والذي اعتُقل بسبب ضلوعه في قتل نشطاء وإطلاق صواريخ على قاعدة أمريكية، بحسب ما قاله مسؤولون حكوميون وأمنيون. وأُطلق سراح مصلح بعد أسبوعين.

في المقابل ما زال نشطاء بينهم الموزاني مُهددين. وقال الموزاني: "أنا مُهجَّر من بيتي، حرقوا سيارتي وهاجموا بيتي وحرقوه".

يقول مسؤولون ودبلوماسيون إن الترويع المستمر والإفلات من العقاب يُوجدان بيئة مواتية للأحزاب الكبيرة والجماعات المرتبطة بفصائل مسلحة في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول.

قانون جديد للانتخابات 

أقر العراق قانون انتخابات جديداً في 2019 يفضّل نظرياً المرشحين المستقلين، وهي خطوة تهدف إلى تشجيع المرشحين الشباب المؤيدين للديمقراطية على الترشح. لكن قليلين منهم فعلوا ذلك حتى الآن.

قال ناشط اشترط عدم ذكر اسمه: "واحد من الأسباب الرئيسية، المشاكل الأمنية، أنا ما أحس أني عايش بأمن، أحس أني مُلاحق طول الوقت".

قال متحدث باسم لجنة الانتخابات العراقية إن مرشحين كثيرين مسجلين انسحبوا في الآونة الأخيرة.

في الوقت ذاته، تقول الأحزاب الرئيسية إنها تشعر بالثقة قبل الانتخابات. وقال زعيم أحد الأحزاب إن هناك اجتماعات منتظمة لبحث التحالفات.

قال محمد الدهامات، الذي اغتيل شقيقه أمجد الدهامات في 2019، إنه سيقاطع الانتخابات بشكل كامل. وأضاف: "لا جدوى من المشاركة".

تحميل المزيد