كشفت وثائق نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 22 يونيو/حزيران 2021، عن تفاصيل حول العملية العسكرية السرية التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية ضد المفاعل النووي العراق في عام 1981، وعرضت مقطع فيديو وتصريحات من طيار شارك في قصف المفاعل.
موقع Times Of Israel قال إن هذه الوثائق حول تدمير مفاعل "أوزيراك" أو ما يُعرف بـ"مفاعل تموز" تم رفع السرية عنها من قِبل الجيش الإسرائيلي، وسُميت هذه العملية أيضاً باسم "عملية أوبرا"، وحدثت في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
وزارة الدفاع الإسرائيلية قالت في بيان إن هذه الوثائق تم نشرها ضمن مشروع رقمنة يقوم به الأرشيف التابع للجيش الإسرائيلي، بهدف إتاحة آلاف الساعات من الفيديو للأجيال القادمة.
تتحدث الوثائق عن أن سرباً من الطائرات الحربية الإسرائيلية قطع نحو 3 آلاف كيلومتر، حتى وصل إلى مدينة بغداد الموجودة في قلب العراق، ودمّرت الطائرات المفاعل يوم 7 يونيو/حزيران 1981.
تضمنت الوثائق رسوماً تخطيطية تقريبية لموقع المفاعل النووي العراقي، وكذلك رسوماً للطائرات الإسرائيلية وهي تحلّق باتجاه المفاعل، وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن هذه الرسوم هي جزء مما هو موجود في ملف الاستخبارات حول هذه العملية.
أيضاً من بين الوثائق التي تم الكشف عنها، الأمر المكتوب حول تنفيذ العملية والذي أصدره حينها قائد أركان الجيش، رافائيل إيتان، إضافة إلى قرار الحكومة بالتخطيط للعملية في عام 1980، والمحادثات التي جرت حول التاريخ النهائي للهجوم.
تكشف الوثائق عن أن مذكرة مرسلة من قائد أركان الجيش إلى قائد القوات الجوية، ديفيد إيفري، نصت على تأجيل تنفيذ العملية لنحو أسبوع، بعد أن كانت مقررة في 31 مايو/أيار 2021، بسبب اللقاء الذي كان مقرراً في الرابع من يونيو/حزيران من ذلك العام، بين بيغن والرئيس المصري أنور السادات في شرم الشيخ.
وبعد أقل من يوم واحد من عودة سرب الطائرات إلى إسرائيل بنجاح، اعترفت حكومة رئيس الوزراء حينها مناحم بيغن، بأن سلاح الجو كان وراء الهجوم، في محاولة لمنع العراق من الحصول على أسلحة نووية.
من بين ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي أيضاً، مقطع فيديو يظهر فيه الطيار الإسرائيلي، إيلان رامون الذي انضم للعملية الإسرائيلية ضد المفاعل في اللحظات الأخيرة، وأصبح فيما بعد رائد أول رائد فضاء إسرائيلي وقُتل فيما بات يُعرف بـ"كارثة مكوك الفضاء (كولومبيا)" في العام 2003.
تحدث رامون عن أن والدته التي نجت من محرقة "الهولوكوست" كانت مصدر إلهام له دفعه للمشاركة بالعملية على الرغم من مخاطرها على حياته.
في عام 2016، كان الجنرال المتقاعد، زئيف راز، قال إن رامون كان يشعر بالقلق من احتمال إسقاطه أثناء تنفيذه للعملية، وفي الفيديو يقول رامون إنه لم يكن يعتقد أن الطائرات الإسرائيلية لديها وقود كاف للعودة إلى قواعدها، وأن الجيش الإسرائيلي استعد لاحتمال إسقاط الطيارين أو تقطّع السبل بهم بالعراق.
يُذكر أن المفاعل النووي العراقي أُقيم عام 1976 في منطقة التويثة على بعد 17 كيلومتراً من بغداد، وأحيط بساتر ترابي عملاق لحمايته، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
جاء ذلك بعد أن توجه وفد من علماء نوويين عراقيين إلى فرنسا لشراء المفاعل "تموز-1" الذي بلغت قدرته 40 ميغا وات، ومفاعل آخر أصغر بقدرة نصف ميغاوات حمل اسم "تموز-2".