تجتمع الأربعاء 23 يونيو/حزيران 2021 الدول الرئيسية المعنية بالنزاع الليبي مجدداً في برلين، في مؤتمر جديد بهدف ضمان إجراء انتخابات في ليبيا نهاية السنة الجارية، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة، وسط توقعات بأن يشهد مشاركة دولية وأممية واسعة، لبحث سبل استقرار ليبيا.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إنه لأول مرة تشارك الحكومة الانتقالية الليبية في المؤتمر الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية، وسيبحث المؤتمر العملية الانتقالية الليبية منذ المؤتمر الأخير، و"المراحل المقبلة لفرض استقرار دائم" للوضع، حسبما أوضحت وزارة الخارجية الألمانية المضيفة للمؤتمر.
كما أنه من المقرر أن يدلي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمداخلة، وستمثل الولايات المتحدة بوزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة أوروبية.
وسيكون الرهان الأساسي للمجتمعين ضمان أن تنظم في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل انتخابات رئاسية وتشريعية، وعدت الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالحميد الدبيبة بإجرائها. ولكن ثمة شكوك حول إرادة السلطة الفعلية تنظيم هذا الاقتراع.
مبادرة المصالحة الوطنية
وفي وقت سابق أعلنت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، الثلاثاء، أن بلادها ستطرح خلال مؤتمر "برلين 2" مبادرة للمصالحة الوطنية وتوحيد الجيش دون انحياز لأي طرف.
وقالت المنقوش، في تصريحات متلفزة: "المبادرة ترتكز على بنود خارطة الطريق التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي"، وأضافت: "لاحظنا منذ مؤتمر برلين الأول إلى اليوم أنه رغم توحد السلطة التنفيذية وتوقيع وقف إطلاق النار وبوادر فتح الطريق الساحلي، فإن هناك تباطؤاً في تنفيذ بقية البنود".
المنقوش تابعت: "لذلك استدعى الأمر أن نفكر بصيغة عملية نطرحها في هذا المؤتمر (برلين 2) تهدف إلى وضع برنامجٍ زمنيٍّ محددٍ لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بالخصوص وخلاصات برلين فلا يُمكن أنْ نقبلَ بأن تظلّ النصوصُ حِبراً على ورق".
كما أشارت إلى أن أول مادة ستنص عليها المبادرة هي بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي الليبية وإنهاء الوجود الأجنبي، وتحرير القرار السياسي الوطني من أي إكراه داخلي أو خارجي".
وكشفت المنقوش أن المبادرة تتضمن "إطلاق مصالحة وطنية شاملة، والأهم من ذلك أن يكون هدفها الأسمى هو تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021".
وأوضحت المنقوش أن المبادرة "ستطرح إنشاء مجموعة عمل دولية تترأسها ليبيا، تنعقد بصورة دورية على مستوى وزراء الخارجية بهدف دعم وتعزيز الرؤية الليبية لحل الأزمة، بما يتضمنه ذلك من تكريس السيادة الوطنية وتحرير القرار الليبي ودعم ومساندة السلطات في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية بما يخدم مصالح شعبنا".
وشددت المنقوش على أن المبادرة ستركز على خلق آليات تنفيذية لحل المشاكل الأمنية والاقتصادية، تهدف إلى توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ شروطه، بما في ذلك وضع برنامج زمني واضح لانسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.
مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية
وفي يناير/كانون الثاني 2020، استضافت برلين مؤتمراً بمشاركة دولية للمساهمة في حل النزاع الليبي، وانتهى لبنود كان أبرزها التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في البلاد.
ومنذ أشهر، تشهد ليبيا البلد الغني بالنفط انفراجاً سياسياً، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.