أعلنت كوبا، الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021، أن لقاحها التجريبي المُسمى "عبدالله" (أبدالا)، أظهر أنه فعّال ضد فيروس كورونا بنسبة 92.28%، وذلك في سابقة بأمريكا اللاتينية، ويتوقع أن يحصل اللقاح على ترخيص رسمي من السلطات باستخدامه في نهاية يونيو/حزيران الجاري، أو مطلع يوليو/تموز المقبل.
قصة تسمية لقاح بـ"عبدالله"
مع إعلان كوبا عن لقاح عبدالله بدا اسمه مألوفاً في المنطقة العربية، وبالفعل فإن اللقاح سُمي تيمناً باسم شخصية ذُكرت تُذكر في الأدب الذي يتحدث عن النضال لتحرير الأرض من المستعمرين.
هذه التسمية جاءت من قصيدة كتبها السياسي والصحفي والشاعر الكوبي الشهير من أصل إسباني، خوسيه مارتي بيريز، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه بمثالة "رسول الاستقلال الكوبي".
تشير موسوعة "بريتانيكا" (Britannica) البريطانية، إلى أن مارتي يُعد أحد الأبطال الوطنيين في بلاده، ورمزاً للنضال من أجل الاستقلال الكوبي عن المستعمر الإسباني، وخاض الكوبيون حرباً ضد استعمار إسبانيا، بدأت في العام 1898 واستمرت حتى 1895.
كان مارتي معجباً بالحضارة الإسلامية رغم أنه لم يزُر أي دولة عربية، لكنه كان شديد الإعجاب بالعرب، وعكس ذلك في أعماله التي يبلغ مجموعها 28 مجلداً.
في حديثه عن العرب قال مارتي إنهم "كائنات رشيقة جذابة، تكوّن شعباً هو الأكثر نبلاً وأناقة على وجه البسيطة"، وألّف مارتي مسرحية شعرية عام 1869، سمّاها "عبدالله"، ومن هنا جاءت تسمية كوبا للقاحها.
وعبدالله الذي تحدّث عنه الشاعر الكوبي في مسرحيته هو شاب قدمه الشاعر على أنه من "النوبة"، وأنه يناضل من أجل تحرير بلده، وكان مارتي يتحدث في أعماله عن عرب شاركوا الكوبيين في نضالهم ضد المستعمر الإسباني.
ومعروف عن "النوبة" أنها هي المنطقة الواقعة في جنوب مصر على طول نهر النيل حتى شمال السودان، وتقع معظم النوبة في السودان، ويقع ما يوازي 25% منها في مصر، وأشارت تقارير إلى أن عبدالله الذي ورد في أعمال خوسيه من مصر، رغم أن المسرحية الشعرية لم تتضمن ذكراً لهذا البلد العربي.
إلى جانب مسرحية "عبدالله" كان مارتي قد ألّف أيضاً ديواناً باسم "إسماعيل الصغير" ، الذي هو أبو العرب، ابن إبراهيم (عليه السلام)، ويخص العرب بإشارات كثيرة فيه.
تطوير لقاح عبدالله
ويجري تطوير لقاح عبدالله الكوبي من مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، وبلغ هذا اللّقاح التجريبي المرحلة النهائية من التجارب السريرية، وسارع الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل إلى تهنئة بلاده على هذا الإنجاز، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
في تغريدة على تويتر، قال كانيل الذي تخضع بلاده لحظر أمريكي إنّ "علماءنا في معهد فينلاي ومركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية الذين يواجهون جائحتين (كوفيد والحظر) تغلّبوا على كلّ الصعاب، وأعطونا لقاحين فعّالين للغاية: سوبيرانا 2 وأبدالا (عبدالله)".
إذا حصل هذان اللّقاحان على التراخيص كما هو متوقّع ستصبح كوبا أول دولة في أمريكا اللاتينية تطوّر لقاحات مضادّة لكوفيد-19 وتنتجها، رغم الصعوبات التي يواجهها علماؤها بسبب الحظر الأمريكي المفروض عليها منذ 1962، والذي تم تشديده في عهد رئيس الولايات المتّحدة السابق دونالد ترامب.
بسبب هذا الحظر باشرت كوبا منذ الثمانينيات بتطوير أدويتها الخاصة، وثمانية من اللّقاحات الـ13 التي تستخدمها البلاد في حملة التلقيح محليّة الصنع.
كانت الحكومة الكوبية قد حددّت هدفاً يقضي بتلقيح 70% من سكان البلاد، البالغ عددهم 11,2 مليون نسمة بحلول أغسطس/آب، على أن يتم تلقيح الجميع قبل نهاية السنة.