دعا البيت الأبيض، الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021، الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً إبراهيم رئيسي، إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ببلاده، لافتاً إلى أنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لإجراء لقاء بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في مؤتمر صحفي، حسبما نقلت قناة "الحرة" الأمريكية.
حيث قالت ساكي: "ليست لدينا حالياً أي علاقات دبلوماسية مع إيران ولا أي خطط للقاء على مستوى الزعماء، خاصةً أنه لا توجد نية لدى بايدن للقاء أي زعيم إيراني".
فيما أضافت، رداً على احتمالية حدوث تغيرات في العلاقات الأمريكية مع طهران، أن الوضع لم يتغير فيه شيء، لأن المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، هو صانع القرار الأساسي في طهران.
الاتفاق النووي الإيراني
في حين أشارت إلى أن المفاوضين حول الاتفاق النووي الإيراني اختتموا جولة سادسة من المحادثات حول كيفية عودة إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015. ويمكن أن يؤدي الاتفاق إلى رفع العقوبات الغربية على إيران.
ساكي لفتت إلى أن البيت الأبيض يتطلع إلى معرفة إلى أين وصلت المحادثات، لكن لا يمكنه التكهن بموعد التوصل لاتفاق أو ما إذا كانت هذه الفرضية قائمة بالأساس.
يشار إلى أن "رئيسي" فاز برئاسة الجمهورية إثر حصوله على 17 مليوناً و800 ألف صوت من أصل 28 مليوناً و600 ألف، وفق النتائج الأولية الرسمية.
وفق تصريح للرئيس الحالي حسن روحاني عقب إعلان النتائج، من المقرر أن يسلم منصبه بعد 45 يوماً إلى الرئيس المنتخب، الذي يشغل منصب رئيس السلطة القضائية بالبلاد.
في وقت سابق من يوم الإثنين، أيّد "رئيسي"، خلال مؤتمر صحفي، المحادثات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي مع واشنطن، لكنه استبعد أن يلتقي بايدن شخصياً.
الخلافات لا تزال عالقة
كان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قد صرّح، الأحد 20 يونيو/حزيران الجاري، بأن هناك خلافات لا تزال قائمة بين إيران والقوى العالمية، مشيراً إلى أن القرار الأخير في هذا الأمر يعود إلى خامنئي وليس للرئيس المنتخب حديثاً، وأضاف: "لقد كان الشخص نفسه قبل هذه الانتخابات كما هو بعد الانتخابات، لذلك في النهاية الأمر مرهون به وبقراره".
إذ أضاف سوليفان، في مقابلة مع قناة "إيه.بي.سي نيوز" الأمريكية، أنه "لا تزال هناك مسافة كبيرة لا بد أن نقطعها فيما يتعلق ببعض القضايا الرئيسية بما يشمل العقوبات والالتزامات النووية التي يتعين على إيران تنفيذها".
من جهته، نوَّه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي، الأحد 20 يونيو/حزيران، إلى توقُّف مفاوضات فيينا، لكي تعود الوفود إلى عواصمها لإجراء مشاورات، مستطرداً: "سد الفجوات يتطلب قرارات يتعين في الأساس على الطرف الآخر (واشنطن) اتخاذها. أرجو في الجولة المقبلة أن نقطع هذه المسافة القصيرة رغم صعوبتها".
عراقجي أضاف في تصريحات للتلفزيون الإيراني الرسمي: "نحن الآن أقرب من أي وقت مضى، إلى اتفاق، لكن الهُوة بيننا وبين الاتفاق لا تزال قائمة، وسدُّها ليس بالمهمة السهلة"، لافتاً إلى أن الوفد الإيراني سيعود إلى طهران الليلة، فيما لم يتضح متى ستُستأنف المفاوضات الرسمية.
جدير بالذكر أن المفاوضات تجري في فيينا منذ أبريل/نيسان الماضي، لتحديد طبيعة وتسلسل الخطوات التي يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها بشأن الأنشطة النووية والعقوبات، للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد أعلن في عام 2018، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، الذي يستهدف كبح الأنشطة النووية لإيران في مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية عن طهران، فيما يسعى الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق.