قال رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري في لقاء مع "عربي بوست" إن حزبه كان سيتصدر الانتخابات التشريعية الأخيرة لولا التجاوزات التي عرفتها العملية الانتخابية.
واتهم مقري من سماهم بقايا "عصابة" النظام السابق بالتزوير ضدّ حزبه، مؤكداً أن الرئيس عبدالمجيد تبون عمل على أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة 100%.
كيف رأيتم نتائجكم في الانتخابات التشريعية؟
بالنسبة لحركة مجتمع السلم كانت إيجابية، وأثبتت أن الحركة ما زالت موجودة وتحتفظ بقوتها وانتشارها وتجذرها، عكس ما روّج له البعض الذين كانوا يقولون إن الحزب انتهى ولم يعد كما كان في السابق.
هل أنتم مقتنعون بما حققتم من مقاعد؟
ما حققناه من مقاعد ليس النتائج الحقيقية، النتائج الحقيقية كانت ستضع حركة مجتمع السلم في الريادة لولا التجاوزات الخطيرة التي شهدتها العملية الانتخابية، نحن متمسكون بحقنا وسنطعن في النتائج لدى المجلس الدستوري ولدينا المحاضر التي تُثبت كلامنا.
بنتائجكم الحالية، أنتم من بين القوى الأساسية في البرلمان، هل يمكن أن نراكم في الحكومة؟
أولاً، سنستمع إلى كل المقترحات التي ستقدم لنا، ثم نعرض ذلك على مؤسسات الحركة وهي من ستقرر، فإذا فكرنا عددياً السلطة سيكون لها خيارات كثيرة لتشكيل الحكومة، لكن واقعياً وبالنظر إلى الأوضاع الإقليمية والدولية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية فخياراتها محدودة جداً، لذلك كررنا كذا مرة خلال حملتنا الانتخابية على ضرورة الذهاب نحو إجراءات تهدئة، وبعث حوار وطني جامع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مجابهة التحديات الكبيرة التي تنتظر البلد على المدى القريب.
الانتخابات التشريعية عرفت مقاطعة غير مسبوقة، برأيكم ما هو سبب هذا العزوف الانتخابي؟
كنت أتوقع مشاركة متدنية في الانتخابات، وكنت قد قلت ذلك خلال الحملة الانتخابية، أما الأسباب فهي كثيرة ومن بينها تعوُّد السلطة على تزوير الانتخابات وتضخيم النتائج لصالح أحزابها، إضافة إلى تشويه صورة النائب لدى الشعب الجزائري؛ ما جعله لا يحبذ التصويت خلال التشريعيات، فضلاً عن أن المواطن لا يرى أي تغيير مباشر على ظروفه المعيشية سواء انتخب أم لم ينتخب.
كان الرئيس تبون قد أعطى ضمانات بنزاهة العملية الانتخابية لكن اليوم الجميع يتحدث عن تسجيل تجاوزات؟
نحن نبرئ رئيس الجمهورية من التجاوزات التي وقعت؛ لأننا متأكدون من نيته في إجراء انتخابات شفافة 100%، كما لا نتهم السلطة المستقلة للانتخابات لأنها في الحقيقة لا تملك الأدوات لمنع التجاوزات، بقايا عصابة النظام السابق ما زالت تعمل في الخفاء وهي من تلاعبت بالانتخابات ضدنا.
منذ أسابيع لم نرَ مسيرات الحراك في المدن الجزائرية إلا في بعض المناطق المحدودة، هل يمكن القول بأن الحراك انتهى؟
الاحتجاجات الشعبية والتفاعلات الاجتماعية هي موجات، لا يوجد شعب يستطيع البقاء دائماً في الشارع، فهذه الموجات مرتبطة في الأساس بالاستحقاقات بحيث إذا رأى الشعب أن حياته لا تتغير نحو الأفضل وليس هناك انتقال ديمقراطي فسيعود إلى الشارع للاحتجاج، فالشارع ليس مظهراً واحداً، وشكلاً واحداً، وقوى سياسية واحدة، بل هو ظاهرة اجتماعية تنشأ عن طريق التراكمات، ثم تنفجر مرة واحدة لأسباب ربما تكون بسيطة.
لذلك نقول لمن سيتولى الحكومة عليهم أن يحذروا؛ فالوضع الاقتصادي صعب ولا توجد لحد الآن مصارحة حقيقية بالوضع، فالجزائر لم تعد بلداً ريعياً، ولا توجد بها مؤسسات اقتصادية صناعية وزراعية وخدمية قوية يمكنها خلق مناصب عمل، لذلك نقول إن الوضع خطير، وفي حال عاد الشعب للشارع لن يتمكن القمع الإعلامي والأمني من السيطرة عليه، ونسأل الله السلامة.
ألا يتناقض الدكتور مقري مع نفسه حينما يقول إن من سيتولى الحكومة سيكون أمام وضع صعب، ثم يؤكد أن حزبه مستعد لتولي المسؤولية؟
نقول ذلك لأننا فدائيون ولسنا أنانيين، لأننا نخاف على وطننا، ولأننا نعرف كيف نخرجه من الأزمة التي يعيشها، نحن نقول إننا مستعدون لنكون في الحكومة لأننا نريد خدمة بلادنا ولأننا ندرك أن الجزائر فيها فرص للإقلاع الاقتصادي خارج البترول والغاز خارقة للعادة، الجزائر بها إمكانيات مادية وبشرية كبيرة ينقصها الحكم الراشد والرؤية.
تحدث الرئيس تبون عن الإسلام السياسي في حواره مع مجلة لوبوان واعتبره تياراً وطنياً خاضعاً لقوانين الجمهورية ولا مشكلة له معه، كيف استقبلتم هذا التصريح؟
ثمنَّا كلامه، وفي الحقيقة حركة مجتمع السلم هي رائدة في هذا المجال، وهي مدرسة منذ التسعينات، بل نحن أسبق من المدارس التي تحدث عنها الرئيس في حواره (تركيا وتونس)، نحن ثبّتنا هذا المشروع وهم أخذوا عنا، نحن رواد الفكر الذي ذكره رئيس الجمهورية بالخير.
تعرف العلاقات الجزائرية الفرنسية توتراً خاصة على المستوى الإعلامي كان آخره سحب اعتماد قناة فرانس24، برأيك لماذا؟
السبب الرئيس هو سياسة فرنسا الاستعمارية التي تريد أن تبني قوتها الاقتصادية على حساب شعوب ودول مستعمراتها القديمة، وما دام هناك مقاومة من طرف الدولة الجزائرية والشعب الجزائري، فلن تكف فرنسا عن خلق المشاكل والتوترات لزعزعة استقرارنا.
أشاد تبون في حواره مع مجلة لوبوان الفرنسية بعلاقات الجزائر مع تركيا، واعتمد قناة الجزيرة القطرية وأعطى إشارات إيجابية عن البلدين، هل يمكن أن نقول إن الجزائر اختارت معسكرها؟
المعسكر المعادي للجزائر بات معروفاً، لقد حط رحاله في المغرب بحيث أصبحت هذه الأخيرة قاعدة تُهدد الجزائر، ويتشكل هذا المعسكر من الإمارات والكيان الصهيوني وفرنسا واليمين الأمريكي، ومن حق الجزائر أن تشعر بالخطر لأن التهديد أصبح من عدة جهات، لذلك وجب علينا الاتجاه شرقاً كما كنا ننصح دائماً نحو الصين وتركيا والعديد من الدول الأخرى.