فتح الجيش في سريلانكا تحقيقاً، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، بعد انتشار صور على وسائل التواصل الاجتماعي لجنود أجبروا مواطنين من الأقلية المسلمة بالبلاد على الركوع في أحد الشوارع، عقاباً لهم على مخالفتهم إجراءات الإغلاق المفروضة بسبب فيروس كورونا.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن الجنود أمروا مدنيين مسلمين بالركوع ورفع أيديهم عالياً على طريق في بلدة إيرافور خلال توجههم لشراء الطعام، على بعد 300 كيلومتر شرق العاصمة كولومبو.
اعتبر سكان محليون هذا الأمر مهيناً ومخزياً، فيما أقر مسؤولون بأن الجنود لا يملكون صلاحية فرض مثل هذه العقوبات، وقال الجيش في بيان: "فتحت الشرطة العسكرية تحقيقاً أولياً بعد أن انتشرت صور معينة على نطاق واسع تظهر مضايقات مزعومة في منطقة إيرافور".
أضاف الجيش أن الضابط المسؤول قد تم عزله، وأمرت القيادة الجنود المتورطين بمغادرة البلدة، كما لفت إلى أنه "سيتبنى أشد الإجراءات التأديبية ضد جميع أفراد الجيش المذنبين"، وذلك في خطوة نادرة.
يأتي ذلك بينما تخضع سريلانكا لإغلاق لمدة شهر بهدف احتواء موجة ثالثة من فيروس كورونا. وقد ارتفع عدد الوفيات بسبب الفيروس أكثر من أربعة أضعاف إلى 2,531 منذ بدء الموجة في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
كانت الحكومة في سريلانكا قد نشرت الجيش لمساعدة الشرطة والسلطات الصحية في احتواء انتشار الفيروس.
وبالنسبة للمسلمين في سريلانكا، فإن السلطات تسيء التعامل مع ضحاياهم الذين توفوا جراء فيروس كورونا، وكانت عائلات مسلمة تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد سياسة حرق الجثث التي تتبعها حكومة بلادهم لمن تأكدت وفاتهم بكوفيد، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian.
بدأ منع الحكومة دفن المتوفين بفيروس كورونا، منذ أبريل/نيسان 2020، في ظل مخاوف أججها الرهبان البوذيون النافذون، الموالون للرئيس غوتابايا راجاباكسي، بأنّ دفن جثامين المتوفين بالوباء يمكن أن يلوّث المياه الجوفية وأن يسهم في تفشّي الفيروس.
إلا أن منظمة الصحة العالمية كانت قد حسمت الجدل حول احتمال أن ينقل الموتى بفيروس كورونا العدوى إلى الأحياء الذين يقومون بدفنهم، ونشرت دليلاً أكدت فيه عدم وجود دليل على نقل الموتى للفيروس.
المنظمة قالت في دليلها الإرشادي إنه من المفاهيم الشائعة المغلوطة أن الأشخاص الذين يتوفون بمرض معدٍ ينبغي إحراق جثثهم كما هو الحال في فيروس كورونا، مشيرةً إلى أن إحراق الجثث هو خيار يتعلق بالطقوس والعادات، والموارد المُتاحة.
كذلك أكدت المنظمة أن فيروس كورونا ينتقل عن طريق الأدوات المعدية، المخالطة اللصيقة، بالإضافة إلى إمكانية انتقاله عن طريق البراز، وتشير إلى أنه باستثناء حالات الحمى النزيفية (مثل تلك الناتجة عن فيروسي إيبولا والكوليرا) فإن جثث الموتى ليست معدية عموماً.