أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021، إطلاق سراح 90 مواطناً مصرياً كانوا محتجزين في مقر الهجرة غير الشرعية بالعاصمة الليبية طرابلس، منذ الجمعة الماضي.
فيما أضافت الوزارة، في بيان، أن السفير محمد ثروت سليم، رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية بطرابلس، أشار إلى أن السفارة المصرية في طرابلس، التي استأنفت عملها في مايو/أيار الماضي، نجحت في إنهاء الأمر بالتنسيق مع السلطات الليبية المعنية.
كانت السلطات المصرية قد أعلنت خلال الشهر الماضي، أن سفارتها في طرابلس ستعود إلى العمل بطاقتها كاملةً خلال فترة من 3 إلى 6 أشهر.
في هذا الإطار، قدَّم ثروت الشكر لوزير الداخلية الليبي خالد مازن، والمسؤولين والجهات المحلية على الجهد الخاص بالإفراج عن المصريين الذين كانوا محتجزين، منوهاً إلى أن تلك الخطوة تعكس ما وصفها بالعلاقات الوثيقة بين الشعبين الشقيقين.
السفير المصري أوضح أن أغلب المطلق سراحهم من قرية القايات بمركز العدوة في محافظة المنيا (صعيد مصر).
لكن السلطات المصرية لم توضح ملابسات احتجاز هؤلاء المواطنين.
في حين لم يصدر عن السلطات الليبية بيان بشأن المطلق سراحهم حتى الساعة الـ15:20 ت.غ.
وقائع متكررة
يجدر الإشارة إلى أن واقعة احتجاز أو اختطاف مصريين في ليبيا لا تعد الأولى من نوعها؛ إذ تعرض العديد من العمال والمواطنين المصريين للاختطاف أو الاحتجاز أو حتى القتل في ليبيا على مدار السنوات الماضية، وذلك لأسباب مختلفة، وجرى الإفراج عن بعضهم عقب بذل جهود للوساطة في هذا الصدد.
يشار إلى أن ليبيا تعد محطة للهجرة غير النظامية ونقطة العبور نحو أوروبا، وتقول السلطات الليبية إنها تبذل جهوداً عديدة محلية ودولية لوقفها.
المسار السياسي الليبي
في سياق ليس ببعيد، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، دعم القاهرة الكامل للسلطة الانتقالية والمسار السياسي الليبي لإنهاء النزاع في الجارة الغربية لبلاده.
جاء ذلك في بيان للرئاسة المصرية، عقب لقاء السيسي مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بحضور كل من نظيرها سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل.
وفق البيان، أكد السيسي "دعم مصر الكامل للمجلس الرئاسي، والحكومة الليبية، في مهامهما خلال المرحلة الانتقالية بهدف استعادة ليبيا لاستقرارها، وصولاً لعقد الانتخابات (البرلمانية والرئاسية) بموعدها المحدد في (24) ديسمبر/كانون الأول المقبل"، مؤكداً أن "استعادة سيادة ليبيا تبدأ بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة".
يُذكر أنه لسنوات طويلة، عانى البلد الغني بالنفط من صراع مسلح، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.
إلا أنه في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقَّعت أطراف النزاع اتفاقاً لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة، ينص على انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 3 أشهر من تاريخه، وهو ما لم يتم على أرض الواقع.
فيما أعربت المنقوش عن "التطلع إلى استمرار المساندة المصرية، وتعزيز التعاون، لاسيما على المستوى الأمني، إلى جانب رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي المتبادل"، وفق البيان المصري.
ووصلت المنقوش إلى القاهرة، السبت 19 يونيو/حزيران 2021، في أول زيارة لمصر (غير معلنة المدة)، منذ توليها منصبها قبل أشهر، وبحثت مع شكري، في لقاء ثانٍ، العلاقات الثنائية وأهمية دعم العملية السياسية الليبية.
كانت الخارجية المصرية قد نقلت في 5 فبراير/شباط الماضي، تهنئة بلادها إلى حكومة عبدالحميد الدبيبة بليبيا، وذلك في تغيُّر لافت للتجاذبات مع نظيرتها السابقة، وسط حديث لا يزال مستمراً، بين البلدين يؤكد أن العلاقات باتت "جيدة". جدير بالذكر أن ليبيا تشهد منذ أشهر، انفراجاً سياسياً، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى إجراء الانتخابات.