قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، مساء السبت 19 يونيو/حزيران 2021، إن بلادها ستطلق مبادرة "استقرار ليبيا" في مؤتمر "برلين 2″، المقرر عقده خلال أيام، مشيرة إلى أنها طرحت توجهات بلادها في المؤتمر المقبل مع نظيرها المصري سامح شكري.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمع المنقوش، التي تزور القاهرة حالياً، مع شكري، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
كانت برلين قد استضافت في يناير/كانون الثاني 2020، مؤتمراً بمشاركة دولية للمساهمة في حل النزاع الليبي، وانتهى لبنود كان أبرزها التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار، فيما تحل النسخة الثانية في 23 يونيو/حزيران الجاري.
وعن المؤتمر المرتقب أوضحت المنقوش، التي تزور القاهرة للمرة الأولى منذ توليها مهام منصبها، أن "هناك الآن فرصة كبيرة للحكومة الليبية للحضور برؤية واحدة واستراتيجية واضحة، لتفعيل المسار الأمني والاقتصادي".
كذلك أكدت خلال المؤتمر الذي بثته الفضائية المصرية (رسمية)، أن "هذا التفعيل سيحتاج إلى آليات ستكون هدف مبادرة استقرار ليبيا التي سنطلقها في برلين 2".
لم تكشف المنقوش مزيداً من التفاصيل حول المبادرة، لكنها قالت إنها "ستكون بمثابة أجندة ورؤية ليبية وآلية للضغط على المجتمع الدولي، ليكون لديه اهتمام جدي بدعم الاستقرار في ليبيا"، وأشارت إلى أنها حرصت على مناقشة المبادرة مع الجانب المصري.
في سياق متصل، قالت المنقوش بشأن العملية السياسية في لبييا، إن "هناك تحديات أمنية على أرض الواقع الآن (…) لكن لا بد أن نكون واقعيين هناك تطور بطيء في تلك العملية، وهناك بوادر أمل مع اجتماع في برلين 2 يبشر بدعم الاستقرار".
مصر تدعم مبادرة استقرار ليبيا
أما عن علاقات بلادها مع مصر، فقد قالت الوزيرة الليبية إن بلادها تثمن استئناف عقد اللجنة القنصلية بعد انقطاع دام 8 سنوات، وترحب بوصول بعثة مصرية (في مايو/أيار) لفتح السفارة في طرابلس، والقنصلية في بنغازي (شرق)، مشيرةً إلى أن ليبيا تتطلع لتعيين سفراء من الجانبين.
من جانبه، أكد شكري خلال المؤتمر ذاته أنه تم الاتفاق على تكثيف التشاور بين البلدين، ودعم مصر لمسار ليبيا السياسي، "لاسيما إجراء الانتخابات (العامة) في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بمشاركة كل الليبيين، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب".
أوضح شكري أيضاً أنه تم تناول التحضيرات الجارية لمؤتمر برلين الذي سيعد فرصة لدعم ليبيا.
وحول مبادرة استقرار ليبيا، أضاف أن "الوزيرة طرحتها نيابة عن الحكومة لمزيد من الآليات التنفيذية لتحقيق أهداف الاستقرار"، مشيراً إلى أن بلاده على أتم الاستعداد للتعاون مع طرابلس بشأن تحقيق بنود المبادرة؛ "لأننا نرى أهمية بالغة في أن تستعيد ليبيا استقرارها ووحدة أراضيها وسيادتها".
يُذكر أنه منذ أشهر تشهد ليبيا، البلد الغني بالنفط، انفراجاً سياسياً، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية نهاية العام الجاري.
في تغير لافت للتجاذبات مع نظيرتها السابقة، كانت الخارجية المصرية قد نقلت في 5 فبراير/شباط الماضي، تهنئة بلادها إلى حكومة عبدالحميد الدبيبة في ليبيا، ووصل الأخير بعد أسبوعين لزيارة القاهرة، في أول محطة خارجية، بهدف رفع مستوى تعزيز العلاقات.
كما أنه في 20 أبريل/نيسان الماضي، زار رئيس الحكومة المصري مصطفى مدبولي برفقة 11 وزيراً العاصمة الليبية طرابلس، وهي الأولى لمسؤول بهذا المنصب منذ 2010، انتهت بتوقيع اتفاقيات بعضها اقتصادي.