بايدن يلتقي الرئيس الأفغاني ورئيس المصالحة الوطنية خلال أيام.. سيبحث الانسحاب الأمريكي وفرص السلام

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/20 الساعة 17:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/20 الساعة 17:33 بتوقيت غرينتش
جنود أمريكيون في أفغانستان، رويترز

أعلن البيت الأبيض، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيجتمع في مقر الرئاسة الأمريكية مع كل من الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية، عبدالله عبدالله، الجمعة 25 يونيو/حزيران الجاري؛ من أجل بحث الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

فيما أشار البيت الأبيض إلى مواصلة الولايات المتحدة دعمها الكامل لمحادثات السلام الأفغانية، مؤكداً أنهم يشجعون جميع الأطراف على المشاركة في تلك المحادثات بجدية.

كان بايدن قد أجرى، الأربعاء 14 أبريل/نيسان الماضي، مباحثات هاتفية مع نظيره الأفغاني، وذلك قبيل خطابه الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي رسمياً عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

يشار إلى أن القتال بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان تصاعَد منذ أن أعلن بايدن، في أبريل/نيسان الماضي، أن جميع القوات الأمريكية بأفغانستان ستنسحب قبل 11 سبتمبر/أيلول المقبل، تزامناً مع ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول، لتنهي أطول حرب أمريكية بعد ما يقرب من 20 عاماً من بدء الصراع.

استبدال وزيرين بارزين وقائد الجيش

في وقت سابق من يوم الأحد، استبدل الرئيس الأفغاني أشرف غني، وزيري الدفاع والداخلية، ورئيس أركان الجيش، وسط تصاعُدٍ لأعداد القتلى والمصابين الذين يسقطون من صفوف قوات الأمن الأفغانية في قتال متفاقم مع حركة طالبان.

حيث أعلن القصر الرئاسي تغيير من يشغلون تلك المناصب الأمنية العليا. وتم تعيين بسم الله خان محمدي قائماً بأعمال وزير الدفاع بدلاً من أسد الله خالد، الذي عاد للبلاد مؤخراً بعد فترة مرض طويلة، بينما أصبح عبدالستار ميرزاكوال وزيراً جديداً للداخلية بدلاً من حياة الله حياة.

يشار إلى أن محمدي كان قيادياً بارزاً في عهد بطل المقاومة ضد القوات السوفييتية الراحل أحمد شاه مسعود، وله سيرة ذاتية عسكرية مطولة وخدم وزيراً للداخلية ووزيراً للدفاع ورئيساً لأركان الجيش في حكومة الرئيس السابق حامد كرزاي.

"عار وكارثة"

في السياق ذاته، استنكر الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، الدور الذي لعبته الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في بلاده، قائلاً: "جاء المجتمع الدولي إلى هنا قبل 20 عاماً بهذا الهدف الواضح المتمثل في محاربة التطرف وتحقيق الاستقرار، لكن التطرف بات في أعلى مستوياته اليوم. لذلك فقد فشلوا، إن إرثهم أمة مزَّقتها الحرب، هذا عار وكارثة كاملة".

كرزاي، الذي حكم أفغانستان 13 عاماً، قال في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، إنهم جميعاً يدركون إخفاقاتهم كأفغان، إلا أن السؤال هو: ماذا عن القوى الكبرى التي أتت إلى بلادهم، متسائلاً: " أين يتركوننا الآن؟".

إلا أن الرئيس الأفغاني السابق ذكر أنهم سيكونون أفضل حالاً دون الوجود العسكري الأجنبي، مضيفاً: "أعتقد أننا يجب أن ندافع عن بلدنا ونعتني بحياتنا. لا نريد أن نستمر في هذا البؤس، والإهانة. الأفضل لأفغانستان أن يرحلوا"، مؤكداً أن "الأفغان متَّحدون خلف رغبة عارمة في السلام، وعليهم تحمُّل مسؤولية مستقبلهم".

قتال متواصل

فيما تقاتل قوات الأمن الأفغانية مسلحي حركة طالبان في 28 إقليماً من أصل 34 في البلاد، كما تمكنت "طالبان" من السيطرة على مزيد من الأراضي في الأسابيع الماضية.

من جهتهم، قال مسؤولون أمنيون إن 24 جندياً من القوات الخاصة الأفغانية قُتلوا، الجمعة 18 يونيو/حزيران الجاري، وأصيب العشرات خلال معركة لاستعادة السيطرة على منطقة استولت عليها "طالبان" في إقليم فارياب بشمال البلاد.

في حين تشنّ "طالبان" حملة منذ أشهر؛ لتوسيع نطاق نفوذها وسيطرتها في أفغانستان بالتزامن مع بدء الولايات المتحدة سحب قواتها، من الأول من مايو/أيار، وإغلاقها بعض القواعد العسكرية وتسليمها للحكومة الأفغانية، حيث تمكنت من السيطرة على 30 منطقة على الأقل.

بدوره، ذكر مسؤول أمني، طلب عدم ذكر اسمه، أن الخسائر في صفوف قوات الأمن الأفغانية فادحة، إضافة إلى مدنيين وأفراد من "طالبان" في الأسابيع الماضية، مع استمرار المعارك الشرسة. ولا توجد تفاصيل أخرى متاحة في هذا الشأن بعد.

جدير بالذكر أن أفغانستان تعاني حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

وأسفرت المفاوضات بين واشنطن وحركة "طالبان"، بوساطة قطرية، عن توقيع اتفاق تاريخي، أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

تحميل المزيد