قال موقع Business Insider الأمريكى في تقرير نشره يوم السبت 19 يونيو/حزيران 2021 إن حاملة الطائرات الأمريكية الجديدة "يو إس إس جيرالد فورد (سي في إن-78)" تمر في الفترة الحالية بمرحلة محاكاة "تجارب الصدمة"، التي تتضمن إطلاق متفجرات حية بالقرب من السفينة البحرية لمحاكاة ظروف القتال الفعلية وتبيُّن مدى قدرة السفينة الحربية على تحملها.
اذ أكملت السفينة "يو إس إس جيرالد فورد"، التي تعد الأولى ضمن فئة جديدة من حاملات الطائرات، أول تجربة تفجيرية من تجارب الصدمات التي تُجرى حالياً للسفينة بكامل طاقمها، يوم الجمعة 20 يونيو/حزيران 2021 قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث فجرت البحرية متفجرات بالقرب من الحاملة.
أساليب متقدمة في الاختبار
من جانبها، قالت البحرية الأمريكية في بيانٍ إن حاملة الطائرات الجديدة "صُممت باستخدام أساليب متقدمة من النمذجة الحاسوبية والاختبار وتحليل نتائج الاختبارات للتيقن من أن السفينة تملك من المتانة ما يجعلها قادرة على تحمل ظروف المعارك. وتوفر تجارب الصدمات هذه البيانات التي تستخدم للتحقق من صلابة السفينة في مواجهة الصدمات".
في تغريدة على موقع تويتر، كتب الحساب الرسمي لحاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" يوم السبت 20 يونيو/حزيران 2021 أن "قيادة الحاملة وطاقمها أبانوا خلال تجارب الصدمة عن قدرات السفينة واستعدادها للقتال، ما يثبت أن سفينتنا الحربية قادرة على (امتصاص الضربات) ومواصلة مهمتها رغم ذلك في طليعة حاملات الطائرات".
تجارب صدمة مختلفة
على الرغم من أن البحرية أجرت تجارب صدمة مع سفن أخرى، فإن التجارب الأخيرة مع الحاملة جيرالد فورد، التي تعد الحاملة الأحدث والأكثر تقدماً في الخدمة، هي المرة الأولى منذ عام 1987 التي تُجري فيها البحرية الأمريكية تجارب صدمة مع حاملة طائرات.
تشير بيانات البحرية الأمريكية إلى أن آخر تجارب الصدمة، التي أجريت سابقاً على حاملات طائرات أمريكية، خضعت لها حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" USS Theodore Roosevelt من فئة "نيميتز" Nimitz-class.
تُصمَّم تجارب الصدمات بحيث تختبر مدى مقاومة السفن الحربية للاهتزازات الشديدة، وتعيين نقاط الضعف المحتملة المرتبطة بالصدمات في السفن القتالية.
تجارب تعود للحرب العالمية
أشارت دراسة أُجريت في عام 2007، برعاية مكتب دراسات البحرية وعقدها برنامج JASON التابع لمؤسسة MITRE Corporation غير الربحية، إلى أن تجارب الصدمات التي تُجريها البحرية الأمريكية تعود أصولها إلى ملاحظات التقطها الخبراء خلال الحرب العالمية الثانية.
بحسب الدراسة، فإن الانفجارات القريبة، حتى إذا لم تتعرض السفن لضربات مباشرة، ترسل موجات تدميرية ذات ضغط عال نحو السفن.
في أثناء الحرب العالمية الثانية "اكتُشف أنه على الرغم من أن هذا النوع من الانفجارات (قريبة المدى) لا يسبب ضرراً جسيماً لهيكل السفينة أو بدنها، فإن الصدمات والاهتزازات المرتبطة بالانفجار تعطِّل السفينة، عن طريق تدمير المكونات والأنظمة الأساسية لها"، بحسب الدراسة.
بناء على ذلك "أدى هذا الاكتشاف بالبحرية إلى تخطيط إجراءات صارمة لاختبار القدرات المتعلقة بتحمل الصدمات".
قالت البحرية الأمريكية إن التجارب تجري بطريقة "تتوافق مع متطلبات الحد من الأضرار على البيئة، وتحترم أنماط الهجرة المعروفة للكائنات البحرية في منطقة الاختبار".
ضمان سلامة الأفراد
ذكر بيان البحرية كذلك أنها "استخدمت بروتوكولات مكثفة في أثناء [تجارب الصدمة الكاملة للسفن] لضمان سلامة الأفراد العسكريين والمدنيين المشاركة في إجراءات الاختبار".
بعد الانتهاء من تجارب الصدمة الكاملة للسفينة، من المقرر أن تعود حاملة الطائرات إلى الرصيف البحري في حوض السفن Newport News Shipbuilding لأول تهيئة تدريجية للإطلاق المخطط له، وهي فترة تستمر 6 أشهر ستخضع خلالها السفينة لـ"التحديث والصيانة والإصلاحات اللازمة قبل عملها التشغيلي"، بحسب بيان البحرية.
لما كانت حاملة الطائرات الجديدة هي الأولى في فئتها، مرَّت "يو إس إس جيرالد" بعوارض تتعلق بالتكاليف وتأخيرات في التطوير ونكسات تكنولوجية، لكن البحرية عزمت على المضي قدماً في المشروع.
في المقابل فقد خططت البحرية الأمريكية لأن تكون حاملة الطائرات جاهزة للدخول إلى الخدمة بحلول عام 2024، لكن في مايو/أيار 2021، أشار الأدميرال جيمس داوني، المسؤول التنفيذي لبرنامج حاملات الطائرات، إلى أن حاملة الطائرات قد تكون جاهزة للالتحاق بالخدمة في وقت أقرب.