الاتحاد الأوروبي يضع شروطاً أمام لبنان لمساعدته في تجنُّب الانهيار.. هدَّده بفرض عقوبات ما لم يستجب

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/19 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/19 الساعة 11:38 بتوقيت غرينتش
عون مع سعد الحريري/رويترز

دعا ‏الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، السبت 19 يونيو/حزيران 2021، قادة لبنان إلى حل الأزمة السياسية الممتدة منذ أشهر وتشكيل الحكومة، مشترطاً الإصلاح مقابل تقديم المساعدة، ومهدداً بفرض عقوبات على السياسيين في بيروت. 

جاء ذلك في تصريحات المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية، عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، في العاصمة بيروت، التي يُجري إليها زيارة رسمية هي الأولى من نوعها، وتستمر يومين.

وقال بوريل، إن "الأزمة التي يواجهها لبنان هي محلية وداخلية، والعواقب على الشعب كبيرة جداً"، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم قائلاً: "يجب تشكيل حكومة وتطبيق الإصلاحات الأساسية فوراً".

وأردف: "لا نستطيع تقديم المساعدات من دون قيام لبنان بالإصلاحات، ولدينا الموارد للمساعدة". 

وعن العقوبات ضد لبنان، قال بورويل: "إنها على الطاولة ونحن ندرسها"، مشيراً إلى أنه ربما يشكل تطبيقها تحفيزاً للطبقة السياسية اللبنانية على إيجاد حلول للأزمة السياسية في البلاد. 

تحذير من الجيش 

كان الجيش اللبناني قد حذر الخميس، 17 يونيو/حزيران، من انهيار المؤسسة العسكرية في حال استمرار تدهور الوضعين الاقتصادي والمالي بالبلاد. 

فقد قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إن "استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتماً إلى انهيار المؤسسات، ومن ضمنها المؤسسة العسكرية، وبالتالي فإن البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً".

كما أضاف: "يبدو واضحاً انعدام فرص حلول الأزمة الاقتصادية في الوقت القريب؛ ولذلك تزداد الحاجة أكثر إلى دعم الجيش الذي يحظى بثقة المواطن ومساندته؛ كي يبقى متماسكاً وقادراً على القيام بمهامه".

وأشار عون إلى أن "العسكريين يواجهون الظروف الصعبة بعزيمة وإصرارٍ وانضباط، رغم تدني قيمة رواتبهم بنسبة تقارب 90%، بسبب تدهور قيمة الليرة"، لافتاً إلى أن "النسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وقطع غيار الآليات (العسكرية)".

وشدد عون على "ضرورة دعم العسكري اللبناني كفردٍ لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة، إضافة إلى دعم المؤسسة الأمنية ككل".

بدورها، قالت وزيرة الدفاع اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، إن "الجيش اللبناني يرزح تحت العبء نفسه مع الشعب اللبناني، وهو يحتاج دعماً فعلياً لكي يستمر في أداء مهامه".

وشدّدت على أنه "لا يجوز التخلّي عن الجيش الذي يشكّل الضمانة لاستقرار لبنان وأمن اللبنانيين".

مؤتمر لدعم الجيش اللبناني 

كلمة قائد الجيش اللبناني جاءت خلال مؤتمر دولي نظمته باريس لتأمين مساعدات طارئة تضم مواد تموينية وأدوية وقطع غيار لصيانة العتاد، تقدَّر قيمتها بـ"عشرات ملايين الدولارات"، بمشاركة نحو 20 دولة، من بينها الولايات المتحدة.

من جانبها، أوضحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، أن باريس تنظم مؤتمراً دولياً بمشاركة نحو 20 دولة من بينها الولايات المتحدة ودول الخليج وعدة دول أوروبية؛ لتأمين مساعدات طارئة للجيش اللبناني.

كما دعا وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني إلى "الاستجابة لحاجات الجيش اللبناني، من خلال تأمين متطلبات الدعم الأساسي له".

بدورها أكدت المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا، أن "هدف المؤتمر هو دعم الجيش اللبناني كي يبقى متماسكاً وفاعلاً"، داعيةً إلى "تلبية حاجاته الضرورية".

وقالت مصادر إن الجيش اللبناني فصّل "حاجات محددة جداً" على صعيد المواد الغذائية من حليب وطحين وغيرهما، والأدوية، وقطع الغيار لصيانة العتاد، تقدر قيمتها بـ"عشرات ملايين الدولارات".

كما يُفترض أن تعلن فرنسا إرسال مستلزمات طبية مضادة لكوفيد-19، وقطع غيار للآليات المصفحة والمروحيات.

وأضافت المصادر في وزارة الجيوش الفرنسية، أن الحاجات تشمل "الوقود والزيوت والإطارات والبطاريات، ما يُظهر الطابع الحرج للوضع".

ولن تشمل المساعدة شراء عتاد أو دفع أجور، إذ إن الأسرة الدولية تشترط لتوفير أي دعم اقتصادي ومالي للبنان إجراء إصلاحات بنيوية لم تتبلور حتى الآن مع غياب تشكيل حكومة.

ويعوّل الجيش اللبناني على الحصول على مساعدات طارئة، وفق ما أفاد به مصدر عسكري، في بيروت، الأربعاء.

وقال المصدر العسكري: "نحن بحاجة إلى مواد غذائية، إلى طبابة وإلى دعم العسكريين في رواتبهم"، مشدداً على أهمية الدعم "حتى يستمر الجيش، في ظل هذه الأزمة الاقتصادية". وأضاف: "يؤثر تدهور قيمة الليرة على العسكريين.. لم تعد رواتبهم تكفيهم".

وعلى وقع أزمة اقتصادية متفاقمة، صنَّفها البنك الدولي من بين الأكثر شدةً في العالم منذ عام 1850، ووسط شلل سياسي مزمن، لم تبقَ مؤسسة الجيش بمنأى عن تداعيات الانهيار وتدهور سعر الصرف، الذي تجاوز هذا الأسبوع 15 ألف ليرة مقابل الدولار.

وجراء خلاف بين رئيس البلاد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت، أسفر عن عشرات الضحايا وخسائر مادية هائلة.

تحميل المزيد