فلسطينيون يقيمون صلاة الجمعة على أراضيهم المهددة بالمصادرة بنابلس.. وإصابات في مواجهات مع جيش الاحتلال

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/18 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/18 الساعة 17:34 بتوقيت غرينتش
صورة من صلاة الجمعة في بلدة بيتا في نابلس - فلسطين - الأناضول

أصيب 9 فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، اندلعت الجمعة 18 يونيو/حزيران 2021، في مناطق عدةٍ شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما تركزت معظمها في بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث أقام فلسطينيون صلاة جمعة حاشدة بالقرب من جبلٍ ينوي الاحتلال مصادرته وإقامة بؤرة استيطانية عليه. 

جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" قالت في بيان وصلت إلى "الأناضول" نسخة منه، إن طواقمها "تعاملت مع 47 إصابة، من جرّاء المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوب نابلس".  

وأوضحت أن "من بين الإصابات 42 بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز، و5 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط تسببت بكسور لشخصين"، فيما أشارت إلى أن "معظم الإصابات تمَّ علاجها في المستشفى الميداني التابع لـ"الهلال الأحمر"، و3 حالات تم نقلها للمستشفى".

وأفاد مراسل "الأناضول"، بأن 3 صحفيين أصيبوا خلال المواجهات في "بيتا"، بينهم مصور اعتدى عليه جندي بعقب البندقية، وآخر رشَّ عليه جنديٌّ غازَ الفلفل، ومراسل ثالث أصيب بالاختناق.

صلاة جمعة حاشدة 

وشارك عشرات الفلسطينيين في أداء صلاة الجمعة على مفترق يربط البلدة بمدينة نابلس؛ تلبيةً لدعوة أطلقتها لجان التنسيق الفصائلي بمحافظة نابلس، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان (رسمية)، ومؤسسات وفعاليات محلية؛ "رفضاً للاستيطان في جبل صبيح".

وتشهد "بيتا" مسيرات شبه مستمرة؛ رفضاً لإقامة بؤرة استيطانية تدعى "أفيتار" على أراضيهم الخاصة في "جبل صبيح"، المقدرة مساحته بنحو 840 دونماً.

وخلال الأسابيع الأخيرة استشهد 4 فلسطينيين من بلدة "بيتا" نفسها، وأصيب العشرات، غالبيتهم بالرصاص الحي في المواجهات مع قوات الاحتلال. 

صورة من القمع الذي تغرض له المصلون بوابل كثيف من قنابل الغاز – الأناضول

المستوطنة الجديدة 

ويكافح سكان بلدة "بيتا" جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، لطرد مجموعة من المستوطنين استولت على قمة جبل صبيح قبل عدة أسابيع، وأقامت عليه بؤرة استيطانية.

وينظم سكان البلدة مسيرات منددة بالاستيطان الإسرائيلي، بشكل شبه يومي، مطالبين بإجلاء المستوطنين الذين يسابقون الزمن لتثبيت وجودهم.

يقول نائب رئيس بلدية بيتا، موسى حمايل، إن الموقع استراتيجي وبقاء البؤرة من شأنه ابتلاع عدد كبير من الأراضي الفلسطينية الخاصة، المزروعة بالزيتون.

ويشير حمايل لـ"الأناضول" إلى أن أهالي بلدته نجحوا خلال السنوات السابقة، في طرد المستوطنين من الموقع، لكن هذه المرَّة مختلفة.

ويضيف المسؤول المحلي، أن أعمال التوسيع وبناء بؤرة استيطانية تجري على قدم وساق، حيث شرع المستوطنون في تعبيد الطرقات.

ويوضح أنه "خلال الفترة القصيرة بات يسكن في البؤرة نحو 35 عائلة (إسرائيلية)، يسيطرون على 20 دونماً (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وبحماية من الجيش الإسرائيلي". 

وعن ملكية الأراضي، قال حمايل: "نملك أوراق ملكية منذ عام 1935، والأراضي مستثمَرة ومزروعة بأشجار الزيتون".

والعام الماضي، سطَّر أهالي "بيتا"، ملحمة في الدفاع عن جبل "العُرمة" المقابل لجبل "صَبيح"، بعد محاولات من قِبل مستوطنين للسيطرة عليه.

ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، لم تخسر بلدة "بيتا" التي يسكنها نحو 16 ألف فلسطيني، من أراضيها أي قطعة أرض لصالح الاستيطان.

وفي محيط نابلس وحدها، نحو 39 مستوطنة وبؤرة استيطانية (عشوائية)، يسكنها نحو 40 ألف مستوطن إسرائيلي، يشنون اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، حسب السكان الفلسطينيين.

وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن بمستوطنات الضفة الغربية، وضمنها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.

تحميل المزيد