يدرس مسؤولون صينيون، لأول مرة، خططاً تهدف لرفع القيود المفروضة على الإنجاب بشكل كامل بحلول 2025، والانتقال نحو سياساتٍ تشجِّع صراحةً على الإنجاب، خاصة في ظل التباطؤ السكاني وتباطؤ النمو الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد، طبقاً لما أوردته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 18 يونيو/حزيران 2021.
هذا الإلغاء المحتمل لقيود الإنجاب سيتزامن مع نهاية الخطة الاقتصادية الخمسية الحالية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، ومن المُرجَّح أن تبدأ الصين بإلغاء هذه القيود في المقاطعات التي يكون فيها معدَّل المواليد أدنى من غيره، قبل إجراء تغييراتٍ على مستوى البلد بأكمله.
إنجاب ثلاثة أطفال
من جانبه، قال الحزب الشيوعي الصيني في أواخر مايو/أيار الماضي، إنه سيسمح لجميع الأزواج بإنجاب ما يصل إلى ثلاثة أطفال، بعد أسابيع من إحصاءٍ يُجرَى مرةً كلَّ عقدٍ، أظهر في المرة الأخيرة أن الصين، أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكَّان، على أعتاب تراجعٍ تاريخي في عدد سكَّانها.
كما ذكر الزعيم الصيني، شي جين بينغ، خلال الشهر الماضي، أنه يعتبر شيخوخة السكَّان في الصين تهديداً للأمن القومي، داعياً كبار المسؤولين إلى مواجهة التحدي، وفقاً لوكالة أنباء Xinhua التي تديرها الدولة.
وفق أشخاص مُطَّلِعين على هذه الخطط، من المُرجَّح أن تنظر السلطات الصينية إلى تخفيف القيود أولاً في شمال شرقي الصين الذي يعاني من الكساد الاقتصادي، وهي منطقة لمّحت السلطات الصحية بالبلاد في فبراير/شباط الماضي إلى أن هذه المنطقة قد تأخذ زمام المبادرة في إلغاء جميع قيود الإنجاب المتبقية.
مبادرات محلية
فيما ساعدت المقاطعات الثلاث الشمالية الشرقية في الصين، والتي تُعتبَر بمثابة حزام للتراجع بالصين، في بدء التصنيع بالخمسينيات من القرن الماضي، لكنها تضرَّرَت بشدة من تحوُّل البلاد إلى اقتصاد السوق في التسعينيات، وتشهد اليوم بعض أدنى معدَّلات المواليد في البلاد. وتُظهِر أرقام التعداد الجديد أن عدد السكَّان في المقاطعات الشمالية الشرقية انخفض بنسبة 1.2% خلال العقد الماضي.
في حين أخذت بعض الحكومات المحلية بالمنطقة زمام المبادرة في تبني سياسات أكثر صرامةً؛ في محاولةٍ لزيادة معدَّلات الإنجاب. إذ قالت مقاطعة هيلونغجيانغ، المتاخمة لشرقيّ روسيا، إن الأزواج في 18 مدينةً فيها يمكن أن ينجبوا طفلاً ثالثاً في العام 2016، وذلك قبل خمس سنوات من تطبيق السياسة نفسها على الصعيد الوطني.
أما في مقاطعة جيلين المجاورة، فناقش باحثون حكوميون، في تقريرٍ صدر في فبراير/شباط الماضي، بأنه يجب على المقاطعة صياغة خططٍ لإنهاء جميع القيود على المواليد في أقرب وقتٍ ممكن.
هذا التقرير، الذي نشره مركز التطوير والأبحاث في مقاطعة جيلين، شدّد على أن إنهاء القيود على المواليد لا يكفي لعكس اتِّجاه النمو السكَّاني السلبي في مقاطعتهم، مضيفاً: "من الضروري أيضاً إدراج سياساتٍ لتشجيع الإنجاب بناءً على ظروف العالم الحقيقي".
يشار إلى أن خبراء ديموغرافيين واقتصاديين صينيين يرون أن هناك حاجةً لاتخاذ خطواتٍ صارمة لإبطاء انخفاض المواليد في الصين.
ومن المُتوقَّع أن ينخفض عدد سكان البلاد من 1.4 مليار حالياً إلى ما يقرب من 730 مليون شخص بحلول نهاية هذا القرن، وفقاً لتقديرات فريقٍ دولي من العلماء نُشِرَت العام الماضي، في مجلة The Lancet الطبية البريطانية.
كانت الصين، التي تمثل ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد أمريكا، قد سجّلت معدل 1.3 ولادة لكل امرأة خلال العقد الأخير، وشكّل عام 2020 السنة الرابعة على التوالي من حيث تراجع عدد الولادات.