قال مسؤول فرنسي إن قوى عالمية ستسعى لجمع عشرات الملايين من الدولارات لتقديم مساعدة طارئة للجيش اللبناني خلال اجتماع، الخميس 17 يونيو/حزيران 2021، بهدف منع انهيار الجيش اللبناني مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية في البلاد.
إذ تسعى باريس، التي تقود جهوداً لمساعدة مستعمرتها السابقة، لزيادة الضغوط على السياسيين المتشاحنين في لبنان بعد محاولات فاشلة لدفعهم للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وإطلاق إصلاحات من شأنها السماح بتدفق النقد الأجنبي، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
استياء بين صفوف الجيش اللبناني
يتزايد الاستياء في صفوف قوات الأمن بسبب انهيار العملة الذي بدد معظم قيمة رواتبهم. ولمعالجة الموقف، ستستضيف فرنسا الخميس اجتماعاً افتراضياً مع شركاء مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وقوى أوروبية ودول الخليج العربية.
بينما زار قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون فرنسا في مايو/أيار الماضي للتحذير من موقف لا يمكن استمراره في ظل انخفاض قيمة الرواتب انخفاضاً حاداً، مما دفع العديد من أفراد الجيش للعمل في وظائف إضافية أو إنهاء خدمتهم في الجيش.
إذ قال مسؤول في وزارة القوات المسلحة الفرنسية للصحفيين مشترطاً عدم كشف هويته: "الجيش اللبناني هو العمود الفقري للبنان ويضمن عدم تدهور الوضع الأمني في البلاد؛ لذا تمثل مساعدته على القيام بمهمته مصلحة مباشرة".
كما أضاف المسؤول أن الدعم المتوقع هو مجرد حل مؤقت، وأن المؤتمر لن يسعى لدفع رواتب وإنما لتقديم مواد غذائية وإمدادات طبية وقطع غيار لعتاد الجيش وحتى الوقود.
رداً على سؤال عما إذا كانت المبادرة الفرنسية يمكنها إنقاذ الجيش في الأجل الطويل، قال المسؤول: "عندما تكون في غرفة طوارئ بمستشفى، لا تفكر في كمية الدم التي ستحتاجها خلال شهرين أو ثلاثة. وهو نفس الأمر هنا".
وفقدت الليرة اللبنانية 90% من قيمتها مقابل الدولار منذ أواخر 2019 في انهيار مالي يمثل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامَي 1975 و1990.
"تهديد غير مسبوق" للبنان
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، زينة عكر، الثلاثاء 15 يونيو/حزيران، إن بلادها تواجه "تهديداً غير مسبوق لوجوده وكيانه"، محذرة من "الانهيار الشامل" جراء تراكم الأزمات في البلاد.
وكالة الأناضول أشارت إلى أن عكر تشغل منصب وزيرة الخارجية "بالوكالة" بعد إعفاء سلفها، شربل وهبة، من مهامه عقب أزمة دبلوماسية مع السعودية، وقد جاء كلامها خلال الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة.
ذكرت عكر أن "التحديات التي يواجهها لبنان اليوم تشكل تهديداً غير مسبوق لوجوده وكيانه"، مضيفة: "لا أحد يضمن ما سيكون عليه شكل الدولة في حال حصول الانهيار الشامل ونتائجه على كافة الأصعدة".
يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة منذ أكثر من عام ونصف أدت إلى تدهور مالي وفقدان مواد وسلع أساسية كالوقود والأدوية، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر والتضخم بشكل قياسي.
فقد أكدت الوزيرة "رفضها أن يكون لبنان مقراً أو ممراً للتسبب بالأذى للأشقاء والأصدقاء من خلال تهريب المخدرات أو غيرها".
أشارت أيضاً إلى "حرص بلدها على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والتشدد المطلوب (لمنع تهريب المخدرات)، حرصاً منا على حماية أولادنا ومجتمعاتنا في الدول العربية الشقيقة كافة وخاصة المملكة العربية السعودية".