ذكرت صحيفة Independent البريطانية، في تقرير لها الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى لتشبيه الحملة القمعية التي يطلقها ضد خصومه السياسيين واعتقال المحتجين المعارضين للحكومة في بلاده، بأحداث 6 يناير/كانون الثاني التي شهدت اقتحام مبنى الكابيتول، وذلك في مقابلة نُشرت اليوم الإثنين مع موقع NBC News.
خلال حديثه مع الصحفيين في موسكو، قال بوتين إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى ليست لديها أدلة على مزاعم التدخل في الانتخابات والهجمات بالبرمجيات الابتزازية والأنشطة الخبيثة الأخرى، التي ألقى بسببها الغرب، على مدى سنوات، باللائمة على روسيا أو الجهات المستقرة في روسيا.
بين اعتقالات بوتين و"الكابيتول"
في المناسبة نفسها، أشار بوتين كذلك إلى اعتقال مئات المشتبه بهم المشاركين في أحداث الشغب المشهودة بمحيط وداخل مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني، معتبراً إياها دليلاً على أن إدارة بايدن أو الولايات المتحدة كانت تستهدف الأمريكيين استناداً إلى آرائهم السياسية.
يقول بوتين بهذا الخصوص: "هل أمرتُ باغتيال المرأة التي دخلت مبنى الكونغرس وأُطلق عليها الرصاص عن طريق ضابط شرطة؟"، وذلك في إشارة إلى أشلي بابيت، وهي امرأة من كاليفورنيا ماتت أثناء أحداث الشغب بعد إطلاق الرصاص عليها من جانب أحد ضباط الشرطة في مبنى الكابيتول، والذي حصل على براءة من التسبب في وفاتها.
كما أضاف: "هل تعرف أن 450 شخصاً أُلقي القبض عليهم بعد دخول الكونغرس؟ ولم يدخلوا هناك لسرقة حاسوب مكتبي؛ بل جاءوا مع مطالب سياسية". واستنتج أن الولايات المتحدة كانت مذنبة إذن بنفس قدر عدم التسامح مع المعارضين السياسيين.
قضية نافالني
بالحديث عن المعارضين السياسيين في روسيا، لا يزال أليكسي نافالني بالسجن بعد عودته إلى البلاد، في أعقاب نجاته من محاولة اغتيال عن طريق غاز نوفيتشوك، الذي كان يستخدم في عهد الاتحاد السوفييتي.
بينما ألقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد من الدول الغربية، اللوم على روسيا في هذا الهجوم، الذي أنكر بوتين ضلوع بلاده فيه.
قال بوتين في مقابلة NBC: "ليست لدينا عادة من هذا النوع، من نوع اغتيال شخص ما".
كما أضاف في حديثه عن عدم التسامح مع الآراء السياسية المعارضة: "لدينا مَثل يقول: لا تغضب من المرآة إذا كنت قبيحاً.
فالأمر لا علاقة له بشخصك. ولكن إذا كان شخص ما، يلومنا على شيء، فإن ما أقوله هو: لماذا لا تنظروا إلى أنفسكم؟ سوف ترون أنفسكم في المرآة، وليس نحن".
قبل لقائه الأول مع الرئيس الأمريكي
إذ تأتي مقابلة بوتين قبل أيام من مقابلة مرتقبة بينه وبين الرئيس جو بايدن وجهاً لوجه، لأول مرة منذ تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني.
ويُنتظر من الرئيسين أن يتحدثا بالعاصمة السويسرية جنيف في الأسبوع القادم.
من جانبه، دافع بايدن عن خططه الرامية إلى الحديث مع بوتين بشأن عدد من الموضوعات، من ضمنها التدخل في الانتخابات والهجمات عن طريق البرمجيات الابتزازية الخبيثة، برغم إنكار بوتين، وذلك خلال تعليقات من الرئيس الأمريكي أمام الصحفيين في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في كورنوال خلال عطلة الأسبوع.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي عُقد أمس الأحد 13 يونيو/حزيران: "أعتقد أن أفضل طريقة للتعامل مع هذا هو أن نلتقي أنا وهو. نحن لا نبحث عن الصراع [مع روسيا]. إننا نسعى لحل هذه القضايا التي نعتقد أنها تخالف الأعراف الدولية".