أكد أطباء في الصين أن الموجة الجديدة من انتشار فيروس كورونا، بسلالته الهندية المسماة "متغير دلتا"، في الأيام الأخيرة جنوب شرق الصين، شهدت أعراضاً مختلفة أخطر من التي رأوها حين بدأت النسخة الأولى من الفيروس في الانتشار أواخر عام 2019 في مدينة ووهان.
وقال الأطباء للتلفزيون الحكومي الصيني إن حالة المرضى بالسلالة الجديدة من الفيروس تزداد سوءاً وتتدهور بمعدل أسرع، وفقاً لما نقلت صحيفة The New York Times الأمريكية السبت 12 يونيو/حزيران 2021.
حيث أشار الأطباء إلى أن أربعة أخماس الحالات الجديدة تكون مصحوبة بأعراض الحمى، مؤكدين أن تركيز الفيروس المكتشف في أجسامهم ترتفع إلى مستويات أعلى مما شوهدت من قبل، ثم تنخفض تدريجياً.
من جانبه، قال غوان شيانغ دونغ، مدير طب الرعاية الحرجة في جامعة "صن يات صن" في مدينة غوانزو حيث يتركز تفشي السلالة الجديدة، إن ما يصل إلى 12% من المرضى يصابون بدرجة خطيرة أو حرجة من المرض في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام من ظهور الأعراض. وقال إن النسبة في السابق كانت 2% أو 3%، وإن كانت تصل في بعض الأحيان إلى 10%.
"المتغير دلتا"
وهذه الشهادات الواردة من الصين أحدث مؤشر على الأخطار التي يمثلها متغير دلتا، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي بأنه "متغير مثير للقلق".
ظهر "المتغير دلتا" للمرة الأولى هذا الربيع في الهند، وتسبب في معاناة وأعداد كبيرة من الوفيات، وأصبح متغير دلتا هو السائد في بريطانيا، التي أشار أطباؤها إلى أنه أشد عدوى وقد يصيب بعض الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة فقط من لقاح كورونا.
من جانبها، قامت السلطات في مدينة غوانزو بعزل عشرات الآلاف من السكان الذين كانوا قريبين من المصابين ووضعتهم في الحجر الصحي. ويبدو أن الفحوصات والحجر الصحي قد أبطأ من تفشي المرض لكنه لم يوقفه.
يقول تشن بين، نائب مدير لجنة الصحة في بلدية غوانزو: "الوباء لم ينتهِ بعد، ولا يزال خطر انتقال الفيروس قائماً".
تحذير هندي
كانت لجنة علماء بالحكومة الهندية قد قالت في تقرير نُشر الجمعة إن سلالة فيروس كورونا التي اكتُشفت أول مرة في الهند سلالة شديدة العدوى، وقد يتأثر بها من سبق له الإصابة بالمرض أو من لم يتلقَّ جرعة التطعيم كاملة.
وقال باحثون باتحاد علم الوراثة (سارس-كوف-2) والمركز الوطني لمكافحة الأمراض، إن السلالة التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية (متغير دلتا) تنقل العدوى بنسبة تزيد 50% عما تنقله سلالة كورونا المكتشفة في بريطانيا.
وحذروا من أن "الإصابات السابقة والتطعيمات الجزئية لا تشكل عقبات كافية في انتشارها، كما حدث في دلهي، وهناك حاجة لتحرك قوي فيما يخص الصحة العامة على مستوى العالم لاحتوائها".
وانتشرت هذه السلالة في أكثر من 50 دولة منها بريطانيا التي حذر رئيس وزرائها بوريس جونسون من أن انتشارها السريع قد يؤثر على إعادة فتح الاقتصاد.