أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده لتسليم مرتكبي "هجمات إلكترونية" روس تتهمهم واشنطن بتهديد أمنها القومي، ولكنه وضع شرطاً لذلك.
تصريح الرئيس الروسي جاء قبل أيام من قمة مفترضة ستجمع بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن في جنيف، وسط توتر العلاقات الثنائية فيما يتعلق بمجموعة واسعة من القضايا.
وكالة إنترفاكس للأنباء الروسية نقلت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن بلاده ستكون مستعدة لتسليم مرتكبي الهجمات الإلكترونية إلى الولايات المتحدة إذا فعلت واشنطن الشيء نفسه لموسكو.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن هذا الشيء محتمل في حال توصل البلدان إلى اتفاق يفضي إلى ذلك.
حيث نقلت الوكالة عن بوتين قوله "إذا اتفقنا على تسليم المجرمين فإن روسيا ستفعل ذلك بالطبع… لكن فقط إذا وافق الطرف الآخر -الولايات المتحدة- في هذه الحالة على الشيء نفسه، وتُسلِّم المجرمين المعنيين لروسيا الاتحادية".
قمة مرتقبة
وفي تصريح قريب، قال فلاديمير بوتين إنه يتوقع أن تساعد قمته هذا الأسبوع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في إقامة حوار بين البلدين وعودة الاتصالات الشخصية.
ونقلت إنترفاكس عن بوتين قوله، في مقتطف من مقابلة مع التلفزيون الحكومي ستُذاع في وقت لاحق، إن القمة ستكون "من أجل استعادة اتصالاتنا الشخصية وعلاقاتنا وإقامة حوار مباشر وخلق آليات فعالة حقاً في تلك المجالات التي تمثل مصالح مشتركة".
وسيجتمع بايدن مع بوتين في 16 يونيو/حزيران، في جنيف، في قمة مرتقبة يسودها توتر في العلاقات بين البلدين.
الهجوم الأخير
كانت شركة "مايكروسوفت" العالمية، قد قالت في 27 مايو/أيار 2021، إن هجوماً إلكترونياً استهدف قرابة 150 من منظمات حقوق الإنسان والإغاثة الدولية في عدد من دول العالم، متهمة شركة روسية بتنفيذ هذه العملية.
وبحسب تقرير لشركة مايكروسوفت، فإن هذه الهجمة قد استهدفت ما يقرب من 3000 حساب بريد إلكتروني في أكثر من 150 منظمة حقوقية حول العالم، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن ربع المنظمات المستهدفة منخرطة في العمل التنموي الدولي والإنساني والحقوقي.
وأشار التقرير إلى أن ضحايا هذه الهجمات ينتمون إلى 24 دولة على الأقل، لكن المنظمات في الولايات المتحدة تلقت الحصة الأكبر من هذا الهجوم.
وذكر التقرير أن شركة "نوبليوم"، الموجودة في روسيا، هي المسؤولة عن شنّ هذا الهجوم، مضيفاً أن هذه الهجمات هي استمرار لجهودها المتعددة لاستهداف الوكالات الحكومية المشاركة في السياسة الخارجية كجزء من جهود جمع المعلومات الاستخبارية.
أكبر عملية اختراق في العالم
بحسب التقرير، تعتبر هذه الشركة الروسية هي المسؤولة عن عملية القرصنة الهائلة التي تعرضت لها شركة "سولار ويندوز" للتكنولوجيا في الشتاء الماضي، والتي أدت إلى اختراق 9 وكالات فيدرالية أمريكية وأكثر من 100 شركة خاصة.
براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، كشف عن حملة الاختراق التي تعرضت لها واشنطن، في ديسمبر/كانون الأول 2020، قائلاً إن شركة تكنولوجيا أمريكية استخدمت كنقطة انطلاق لاختراق وكالات حكومية أمريكية، وتعد هذه العملية هي "أكبر وأعقد هجوم شهده العالم على الإطلاق".
عملية الاختراق استخدمت برامج صممتها شركة البرمجيات سولار ويندوز كورب، ما سمح للمتسللين بالدخول إلى آلاف الشركات والإدارات الحكومية التي تستخدم منتجات الشركة، واستطاع المتسللون الحصول على رسائل البريد الإلكتروني في وزارات الخزانة والعدل والتجارة الأمريكية ووكالات أخرى.
من جانبه، قال توم بيرت، نائب رئيس شركة مايكروسوفت لأمن العملاء وثقتهم: "هذا مثال آخر على الكيفية التي أصبحت بها الهجمات الإلكترونية الأداة المفضلة لعدد متزايد من الدول القومية لتحقيق مجموعة واسعة من الأهداف السياسية".
وأضاف: "الهجمات الإلكترونية للدول القومية لا تتباطأ، نحن بحاجة إلى قواعد واضحة تحكم سلوك هذه الدول في الفضاء السيبراني، ووضع عقوبات واضحة لمنتهكي تلك القواعد".