الإيغور يعيشون في “جحيم بائس”.. “العفو الدولية” تكشف عن أدلة جديدة لتعذيب المسلمين بسجون الصين

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/11 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/11 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش
الإيغور المسلمين/مواقع التواصل

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 10 يونيو/حزيران 2021، إن منظمة العفو الدولية جمعت أدلةً جديدةً على انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ بالصين، واصفةً ما يحدث للأقلية المسلمة هناك بأنه "جحيم بائس" لمئات الآلاف من المسلمين الذين يتعرَّضون للاعتقال الجماعي والتعذيب. 

إذ جمعت المنظمة أكثر من 50 شهادةً من الإيغور والكازاخيين، وغيرهم من الأقليات العرقية ذات الأغلبية المسلمة، وتفيد شهاداتٌ من معتقلين سابقين وَرَدَت في التقرير الجديد لمنظمة العفو الدولية، الخميس 10 يونيو/حزيران، بأن "كراسي النمر" -وهي كراسي فولاذية بأرجلٍ حديدية وأصفادٍ تقيِّد الجسم في أوضاعٍ مؤلمة- قد استُخدِمَت على المعتقلين أثناء استجواب الشرطة لهم. 

الضرب في أماكن الاحتجاز 

يدَّعي التقرير أن الضرب والحرمان من النوم والاكتظاظ في أماكن الاحتجاز أمورٌ شائعة بأقسام الشرطة. وكما أفاد مسلمو الإيغور، فإنهم تعرَّضوا لتغطية الوجوه والتقييد أثناء الاستجواب ونقلهم من مكانٍ لآخر. 

يزعم التقرير أيضاً أن المعتقلين في المعسكرات لا يتمتَّعون بالخصوصية ويواجهون عقوباتٍ قاسية، بسبب أدنى مستوى من عصيان الأوامر. وتقول منظمة العفو الدولية إنها علمت بحالةٍ واحدة يُعتقَد أن معتقلاً مات فيها نتيجة تقييده على كرسي النمر أمام زملائه لمدة 72 ساعة في الزنزانة. 

في الأسابيع الأولى من وجودهم بالمعسكرات، قال من أُجرِيَت معهم المقابلات، لباحثي منظمة العفو الدولية، إنهم أُجبِروا على الجلوس أو الركوع في الوضع نفسه بزنازينهم على مدار ساعات طويلة. 

يُمنعون من إقامة شعائر الإسلام 

قالوا إنهم لا يُسمَح لهم بممارسة شعائر الإسلام، ويُمنَعون من استخدام لغتهم الأم، ويزعمون أيضاً أنهم يُجبَرون على حضور دروس للغة الماندرين والدعاية للحزب الشيوعي الصيني. 

أضاف التقرير أنه بخلاف مرافقتهم تحت حراسةٍ مُسلَّحة من وإلى مكان تناول الطعام أو الفصول الدراسية أو الاستجواب، لا يغادر المعتقلون زنازينهم تقريباً، ونادراً ما يرون ضوء الشمس أو يمكنهم الوصول إلى الهواء الطلق وممارسة الرياضة. 

قالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: "أنشأت السلطات الصينية جحيماً بائساً على نطاقٍ مذهل في منطقة شينجيانغ الإيغورية التي تتمتَّع بالحكم الذاتي". وأضافت: "ينبغي أن يُصدَم ضمير الإنسانية من أن أعداداً كبيرةً من الناس يتعرَّضون لغسيل المخ والتعذيب وغير ذلك من ضروب المعاملة المهينة بمعسكرات الاعتقال، بينما يعيش ملايين آخرون في خوفٍ، في ظلِّ جهاز مراقبة واسع النطاق". 

دعوات لإغلاق معسكرات الاعتقال 

من جانبها دعت منظمة العفو الدولية إلى إغلاق جميع معسكرات الاعتقال التي يُسجَن فيها أبناء الأقليات المسلمة والعرقية في جميع أنحاء مقاطعة شينجيانغ، وتطالب الأمم المتحدة بالتحقيق وتقديم المشتبه في ارتكابهم جرائم، بموجب القانون الدولي، للمحاسبة. 

في حين تنفي الصين على الدوام جميع الاتهامات بارتكاب انتهاكاتٍ في شينجيانغ، وقالت إن المعسكرات مُصمَّمة لتقديم دروس في اللغة الصينية، وكذلك للدعم الوظيفي، ولمكافحة التطرُّف الديني. 

تطلق الصين حملةً لتشويه من يوجِّه الاتهامات إليها، وتنكر الادِّعاءات والنتائج، وتروِّج لاعتبار شينجيانغ "أرضاً رائعة"، وعلاوة على ذلك ترفض دخول الصحفيين والجماعات الحقوقية إلى المنطقة بحريَّة، وتنفي نتائج التحقيقات وتعتبرها أكاذيب. 

يضيف تقرير منظمة العفو الدولية ضغوطاً متزايدةً على السلطات الصينية، ويأتي بعد أن وافق نوابٌ بريطانيون على اقتراحٍ طُرِحَ في أبريل/نيسان 2021، يعلن أن الصين ترتكب إبادةً جماعية ضد أقلية الإيغور والأقليات الأخرى في شينجيانغ. 

تحميل المزيد