اتهم وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، الأربعاء 9 يونيو/حزيران 2021، إسبانيا "بالهروب إلى الأمام"، عبر محاولة إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة بين البلدين، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، في الرباط.
بينما تشهد العلاقة بين الرباط ومدريد أزمة على خلفية استضافة إسبانيا لإبراهيم غالي، زعيم "البوليساريو"، من أجل العلاج من فيروس كورونا بـ"هوية مزيفة"، بين 21 أبريل/نيسان الماضي وأول يونيو/حزيران الجاري.
كما تصاعدت الأزمة عقب تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي بين 17 و20 مايو/أيار الماضي، من المغرب إلى مدينة سبتة الخاضعة لإدارة إسبانية، الأمر الذي أثار غضب مدريد.
انتقادات مغربية جديدة لإسبانيا
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قال: "إسبانيا تحاول أن تجعل الأزمة (القائمة بين البلدين) مع الاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر لن يؤدي إلى حلها". وأضاف: "محاولات إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة مع إسبانيا، وجعل الهجرة محوراً لها لن يغير شيئاً، وهو هروب إلى الأمام".
كما تابع المسؤول المغربي قائلاً إنه لا يمكن لإسبانيا رفض الانفصال داخلياً (في إشارة إلى إقليم كتالونيا)، وتشجيعه في بلد جار (في إشارة إلى إقليم الصحراء).
بخصوص قضية الهجرة، قال بوريطة إن بلاده "لا يمكن أن تقبل تلقي الدروس من أحد"، مشيراً أن "الأزمة مع إسبانيا لا تزال موجودة؛ لأن ما أدى إليها لا يزال قائماً".
كما لفت إلى أن بلاده تجمعها "علاقات جيدة مع الاتحاد الأوربي، وأن هذه العلاقات عرفت تطوراً".
من جهته، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو خلال المؤتمر، إن بلاده "تدعم وحدة الأراضي لدى الدول الشريكة".
أزمة حادة بين الرباط ومدريد
في 18 مايو/أيار الماضي، استدعت الرباط للتشاور سفيرتها لدى مدريد، كريمة بنيعيش، بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية احتجاجاً على تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي من المغرب إلى مدينة سبتة خلال 4 أيام، في مايو/أيار، بحسب مدريد.
تقع مدينة سبتة في أقصى شمال البلاد، وهي تحت الإدارة الإسبانية، وتعتبرها الرباط "ثغراً محتلاً" من طرف إسبانيا، التي أحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كلم.
في مؤتمر صحفي، الشهر الماضي، اتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز المغرب بابتزاز بلادها واستغلال الأطفال، وذلك على خلفية التوترات بين البلدين في مدينة سبتة، وهو ما نفته الرباط.
فيما أعرب رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان) الحبيب المالكي، عن "دهشته وخيبة أمله" عقب إدراج مشروع قرار بالبرلمان الأوروبي حول "توظيف مزعوم للقاصرين من طرف السلطات المغربية" في أزمة الهجرة في سبتة.
إذ قال المالكي في تصريحات صحفية، إن "هذه المبادرة تتنافى تماماً مع جودة التعاون القائم بين البرلمانين المغربي والأوروبي".