نفى حسن نصر الله، الأمين العام لجماعة حزب الله اللبناني، الثلاثاء 8 يونيو/حزيران 2021، كل الأنباء التي تتحدث عن إصابته بمرض خطير، وذلك بسبب غيابه عن الأنظار منذ خطابه الماضي في 25 مايو/أيار، مؤكدا أنه "بصحة جيدة"، كما وجه في خطاب تلفزيوني الشكر إلى كل من سأل عنه.
وحملت الكلمة التلفزيونية لنصر الله، بمناسبة مرور 30 عاماً على إنشاء محطة "المنار" التلفزيونية، التابعة لـ"حزب الله"، تلويحات منه باستيراد وقود من إيران (حليفة الجماعة)، لحلّ أزمة شحّه في لبنان.
نصر الله يكشف عن وضعه الصحي
كان نصر الله قد بدا في حالة صحية غير جيدة في خطابه الماضي في 25 مايو/أيار، وظل يسعل طوال الوقت، لكنه قال بعد ذلك إنه كان يعاني من الحساسية وليس من أي شيء خطير.
وقال نصر الله، في إشارة إلى شائعات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهوره الأخير الذي كان يشي بإصابته بمرض خطير "في ناس موتونا وفي ناس بدأوا يبحثون عن خليفة، أنا أطمئنهم".
ويقود نصر الله جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران منذ نحو ثلاثة عقود، محولاً إياها من أحد فصائل الحرب الأهلية في لبنان إلى جماعة لها نفوذ إقليمي.
المتحدث نفسه أضاف: "الناس عبروا عن محبتهم ووزعوا خبزاً وملحاً وكتبوا، بعضهم نظم القصائد واتصلوا، وأطمئنهم. في ناس بعثوا وصفات، في ناس بعثوا عسل".
واختتم كلامه بهذا الخصوص قائلاً: "أنا أعتز بهذه المحبة وأشكر الجميع".
النفط الإيراني
في الخطاب نفسه، ذهب نصر الله إلى أن استيراد البنزين من إيران يحل الأزمة، لكن ذلك بحاجة إلى قرار سياسي جريء (بسبب العقوبات الأمريكية على إيران).
جراء عدم توفر النقد الأجنبي المخصص لاستيراد الوقود، يعاني لبنان منذ أشهر شحاً قاسياً، أدى إلى إقفال معظم محطات الوقود، واصطفاف طوابير انتظار طويلة أمام المحطات القليلة المتوفر فيها وقود.
بينما ثمة ملفات خلافية عديدة بين واشنطن وطهران، بينها سياستهما الخارجية تجاه لبنان، الذي تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
كما أضاف أن العرض الإيراني بإرسال وقود إلى لبنان ما زال قائماً، وبالعملة اللبنانية (ليس بالدولار).
بواخر وقود من طهران
المتحدث ذاته، حذر من أنه في حال لم تتحمل الدولة مسؤوليتها لحل أزمة البنزين، فإن "حزب الله" سيشتري بواخر وقود من إيران، ويدخلها إلى الشعب اللبناني عبر مرفأ بيروت.
كما دعا إلى مواصلة السعي لتأليف الحكومة وعدم اليأس، مضيفاً أن "حزب الله يساعد الرئيس (مجلس النواب) نبيه بري في مبادرته".
وأضاف: "يجب أن يسمع المعنيون بتأليف الحكومة أوجاع الناس، وأن يشاهدوا طوابير الانتظار على محطات الوقود، والقلق في عيون الناس".
منذ عام ونصف العام، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.
وجراء خلافات سياسية بين رئيس البلاد ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، يعجز لبنان منذ أكثر من 7 أشهر عن تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.