قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد 6 يونيو/حزيران 2021، إن ائتلاف الحكومة الذي تشكل حديثاً، ويوشك أن يطيح به إنما هو نتيجة "أكبر تزوير في الانتخابات" في تاريخ الديمقراطية.
نتنياهو وجه هذا الاتهام بينما حذر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، شين بيت، من احتمال تفجر عنف سياسي، إذ قال في تصريحات لمشرعين من حزبه ليكود اليميني: "نشهد أكبر تزوير للانتخابات في تاريخ البلاد، بل وفي تاريخ الديمقراطية حسبما أرى".
كما ركز نتنياهو مزاعمه على وعد انتخابي لم يف به منافسه بينيت، الذي تعهد بألا يدخل في شراكة مع أحزاب اليسار والوسط والأحزاب العربية.
أضاف نتنياهو: "هذه الحكومة تعرض إسرائيل لخطر لم تشهد مثله منذ سنوات… نحن، أصدقائي وأنا في ليكود، سنقاوم بشدة تشكيل هذه الحكومة الخطيرة القائمة على التزوير.. وإذا تشكلت لا قدر الله فسنسقطها سريعاً".
"أرض محروقة" بعد نتنياهو
وبعد ساعات من تعليقات نتنياهو، دعا نفتالي بينيت، الذي يستعد ليحل محله في رئاسة الوزراء، أطول زعيم إسرائيلي بقاء في السلطة إلى ألا يخلف وراءه "أرضاً محروقة" وأن يقبل بأن "الشعب سُمح له بتشكيل حكومة، حتى وإن لم ترأسها".
وأعلن بينيت مع زعيم المعارضة يائير لابيد، الأربعاء، أنهما شكلا ائتلافاً حاكماً مع فصائل من مختلف ألوان الطيف السياسي.
وسيتولى بينيت أولاً رئاسة الوزراء يليه لابيد وفق اتفاق على تناوب المنصب.
ولم يُحدد بعد موعد التصويت في البرلمان من أجل إقرار الحكومة الجديدة، التي تأتي في أعقاب انتخابات 23 مارس/آذار غير الحاسمة.
ودعا بينيت في خطاب تلفزيوني يائير ليفين رئيس الكنيست ومن مناصري نتنياهو إلى ألا يحاول إضاعة الوقت لتشجيع أعضاء الائتلاف الجديد على الانشقاق، وقال إن عليه إجراء التصويت الأربعاء. فيما لم يصدر بعد تعليق عن ليفين.
وقال بينيت موجهاً تصريحاته لنتنياهو الممسك بزمام السلطة منذ 2009 "فلنمض. فلتمض البلاد قدماً.. يا سيد نتنياهو، لا تخلف وراءك أرضاً محروقة. جميعنا، الأمة بأسرها، تريد أن تتذكر الأمور الجيدة التي فعلتها خلال خدمتك".
وتلقي محاكمة فساد حالية بظلالها على فترة نتنياهو الذي ينفي ارتكاب أي أخطاء، لكنه يلقى إشادة في الداخل والخارج لطرح إسرائيل لقاحات كوفيد-19 سريعا.
حكومة جديدة مرتقبة
والحكومة الجديدة المرتقبة تتويج لتنافس سياسي منذ رابع انتخابات تجريها إسرائيل في عامين، وينظم المواطنون الذين لا يروق لهم التحالف احتجاجات أمام منزلي السياسيين المعارضين، اللذين شددت إجراءات الأمن حولهما بعد تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تحذير علني نادر، قال رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، السبت، إن الخطاب المتطرف الآخذ في الانتشار على الإنترنت قد يقود إلى العنف.
وفي حين ندد نتنياهو (71 عاماً) بالعنف والتحريض، كرر وصفه ائتلاف لابيد-بينيت بأنه تحالف يساري سيعرض إسرائيل للخطر.
وأضاف نتنياهو أن الائتلاف الجديد المتنوع سياسياً لن يتمكن من مواجهة الولايات المتحدة إذا عادت واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران ولا من التعامل بقوة مع مسلحي حماس في غزة، الذين خاضوا قتالاً عبر الحدود مع إسرائيل استمر 11 يوماً الشهر الماضي.
وقال بينيت، الذي يرأس حزب يامينا اليميني المتطرف ويدعو لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إن وصف نتنياهو للائتلاف بأنه "يساري متطرف"، "كذبة أخرى".
نتنياهو غاضب من تويتر وفيسبوك
كما انتقد نتنياهو فيسبوك وتويتر، قائلاً إن منصتي التواصل الاجتماعي، اللتين يستخدمهما بكثرة، تحجبان الانتقادات اليمينية المشروعة لتحالف لابيد-بينيت.
ودلل نتنياهو على ذلك بالقول إن فيسبوك حذف منشوراً يمينياً شمل عنوان منزل مشرع كان من المنتظر أن تُنظم احتجاجات عند منزله. وأضاف أن منشوراً يسارياً شمل ذات العنوان، لكنه دعا المتظاهرين لدعم المشرع، لم يُحذف.
أضاف قائلاً "إنها حالة علمية، علمية فقط، تثبت محاولة إسكات اليمين".
فيما لم يرد تويتر بعد على طلب للتعليق.
وقال متحدث باسم فيسبوك: "الخصوصية وحماية المعلومات الشخصية أمران مهمان في مساعدة الناس على الشعور بالأمان في خدماتنا"، وأضاف: "بموجب معايير المجتمع العالمية الخاصة بنا، لا نسمح للأشخاص بنشر معلومات شخصية أو سرية عن الآخرين، ومنها عناوين الأشخاص وأرقام هواتفهم، لذلك نقوم بإزالة هذا المحتوى بمجرد علمنا به".