غانتس يطالب بإلغاء مسيرة المستوطنين “الاستفزازية” بالقدس.. فصائل المقاومة هددت تل أبيب

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/06 الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/06 الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش
صورة من مظاهرة للمستوطنين في القدس /رويترز

طالب وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، مساء السبت 5 يونيو/حزيران 2021،  بإلغاء "مسيرة الأعلام" الاستفزازية المقرّرة في القدس الخميس المقبل، وذلك بعد تهديدات أطلقتها فصائل فلسطينية، بسبب الاستفزاز الذي يشكله تنظيم هذه المسيرة في أزقة البلدة القديمة من المدينة المحتلة. 

بحسب الدعوات الاستيطانية التي انطلقت خلال اليومين الماضيين فإن هذه المسيرة تأتي بديلاً "لمسيرة الأعلام"، التي كان من المقرر تنظيمها في مايو/أيار،  وتم إلغاؤها على وقع التوتر  الشديد الذي كان يسود مدينة القدس، والصواريخ التي أطلقتها المقاومة على المدينة في أول يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة. 

خوف من عودة التصعيد 

وبحسب بيان عن مكتب غانتس، أجرى  وزير الدفاع مشاورات أمنية شارك فيها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقائد جهاز الشرطة، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة وأجهزة أمنية أخرى، حول هذه القضية. 

وجاء في البيان "بعدما استمع غانتس إلى تقدير الموقف الأمني والجهود العملياتيّة المطلوبة من الجيش والشرطة، خلص الوزير إلى الطلب بألا تجري "مسيرة الأعلام" في القدس بالخطة التي توجب جهداً أمنياً خاصاً، ومن الممكن أن تؤدي إلى الإضرار بالنظام الجماهيري والمسارات الدبلوماسية الجارية".

وتعقد شرطة الاحتلال، الأحد، جلسة تقييم أوضاع لاتخاذ قرار حول السماح بإجراء "مسيرة الأعلام" الاستفزازيّة، التي تدعو جمعيات يمينية استيطانية لإجرائها، وقد نفت أن تكون قد منحت ترخيصاً للمسيرة بعد، بخلاف ما يدّعي منظّمو المسيرة.

تحذير فلسطيني 

من جانبها، حذّرت حركة "حماس"  إسرائيل من مرور "مسيرة الأعلام" عبر باب العامود، أحد أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، كما اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" تلك المسيرة "عملاً عدوانياً".

حيث قال محمد حمادة، الناطق باسم حركة حماس في القدس، في بيان: "نحذر من مغبة الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس"، لافتاً إلى أن "خطوة الاحتلال هذه تأتي لهدف ترميم صورته التي تمرغت بالتراب".

من جهته، قال داود شهاب، الناطق باسم حركة "الجهاد الإسلامي"، إن "المتطرفين اليهود يواصلون عدوانهم وإرهابهم الذي تحميه وتدعمه حكومة الاحتلال"، مضيفاً: "نحن نتعامل مع هذه الدعوات كأعمال عدوانية على أبناء شعبنا وأرضنا".

فيما دعا الفلسطينيين "إلى شدّ الرحال للرباط في ساحات المسجد الأقصى ومواجهة أي محاولة لاقتحامه من قِبل المستوطنين اليهود"، مشدّداً على أن "حماية القدس والمسجد الأقصى مسؤولية كل فلسطيني وعربي ومسلم".

مسيرة استفزازية 

ومن المقرّر أن تدخل المسيرة مساء الخميس المقبل إلى البلدة القديمة عبر عدّة أبواب، للوصول إلى حائط البراق، مروراً بأزقّة القدس والحيّ الإسلامي. وعادة ما يشارك في المسيرة عشرات الآلاف من المستوطنين، ويدعون إلى هدم المسجد الأقصى المبارك وإنشاء الهيكل المزعوم بدلاً منه.

وتدعو إلى المسيرة منظّمات استيطانيّة وأحزاب سياسية مثل "الصهيونية الدينية" و"الاتحاد القومي"، بقيادة عضوي الكنيست بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

وكان من المقرّر أن تجرى هذه المسيرة في يوم ذكرى احتلال شرقي القدس، قبل أن يُعدّل مسارها نتيجة لضغوط شعبية ودولية، لتلغى لاحقاً مع إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينيّة 4 صواريخ على مدينة القدس، في يوم المسيرة.

جولة التصعيد الأخيرة 

ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح" (وسط)، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

تصاعد التوتر ليشمل عدواناً على قطاع غزة استمر 11 يوماً بعد صواريخ أطلقتها المقاومة نصرة للقدس، أدت إلى استشهاد أكثر من 260 شهيداً بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

فيما استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، استخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل إسرائيل.

على الجانب الآخر، أطلقت الفصائل الفلسطينية ما يزيد على 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين، بحسب قناة "كان" الرسمية.

كما أدى إطلاق الرشقات الصاروخية من قطاع غزة إلى إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ ووقف حركة القطارات بين مدن وسط وجنوب البلاد، وتعليق هبوط وإقلاع الرحلات الجوية لفترات بمطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.

تحميل المزيد