وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة 4 يونيو/حزيران 2021، قانوناً يمنع "المتطرفين" من خوض الانتخابات، في خطوة يقول أنصار المعارض المسجون أليكسي نافالني إن الهدف منها إبعادهم عن الانتخابات البرلمانية القريبة.
ومن المقرر أن تجري روسيا انتخابات تشريعية في سبتمبر/أيلول المقبل، وسط اتهامات من المعارضة للكرملين بالاستمرار بوضع العراقيل في وجه المترشحين الرافضين لسياسة ونهج بوتين، حيث يأتي تصديق بوتين على القانون قبل أيام من قيام محكمة بنظر دعوى لحظر مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد.
قانون أقر بالأغلبية
ووقع بوتين القانون الذي أقره النواب وأعضاء مجلس الاتحاد، وفق ما جاء في وثيقة نشرت على البوابة الرسمية للتشريعات الروسية.
كان مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، قد وافق بغالبية ساحقة على القانون الذي يحرم من وصفهم بـ"العناصر المتطرفة" من خوض الانتخابات.
بحسب وكالة رويترز، فإن القانون لا يطال فحسب أعضاء ونشطاء بارزين في فريق نافالني، بل أيضاً آلاف الروس الذين يدعمون عمل الشبكة من خلال التبرعات.
ولن يتمكن مسؤولو تلك المجموعات من الترشح للانتخابات البرلمانية لخمس سنوات، فيما أعضاؤها والذين ساهموا في تمويل نشاطهم سيُمنعون من الترشح لثلاث سنوات.
وقال ليونيد فولكوف، أحد كبار مساعدي المعارض نافالني المقيم في ليتوانيا، إنه يعتقد أن بوتين قد وقع القانون عمداً في عيد ميلاد نافالني.
وقال فولكوف على تليغرام: "إذا كنت تعتقد أن بوتين وقع بالصدفة اليوم.. فأنت لا تفهم شيئاً عن بوتين"، واصفاً الرئيس الروسي بأنه "شيطان صغير خبيث".
اعتقال نافالني
وأُلقي القبض على نافالني بمجرد عودته من ألمانيا إلى روسيا في يناير/كانون الثاني، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف، بدعوى انتهاكه شروط الإفراج الاحترازية، في إدانة سابقة له بالاختلاس عام 2014، وهي قضية يصفها نافالني بأنها ملفقة.
الشهر الماضي، خاض نافالني إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أسابيع للمطالبة برعاية صحية مناسبة، إلا أن أطباء مقرّبين منه، بينهم طبيبته الشخصية، حثوه على إنهاء إضرابه عن الطعام "فوراً"، قائلين إنهم يخشون موته و"أضراراً كبيرة" على صحّته في حال واصل امتناعه عن الأكل.
وكان المعارض والخصم الأبرز للكرملين يشتكي أيضاً قبل إضرابه عن الطعام، من فقدان الإحساس بساقيه، فيما يخشى أن تكون من بين تداعيات عملية التسميم التي تعرّض لها الصيف الماضي ويتّهم الكرملين بالوقوف خلفها.