اعتقلت قوات إسرائيلية، السبت 5 يونيو/حزيران 2021، مراسلة قناة "الجزيرة" الفضائية بالقدس، جيفارا البديري، أثناء تغطيتها اعتصاماً في حي الشيخ جراح، وسط القدس المحتلة.
حيث أفاد شهود عيان أن "جنوداً إسرائيليين اعتدوا على البديري والمصور الذي يعمل معها، قبل أن يتم اعتقالها بطريقة عنيفة"، لافتين إلى أن الاعتداء على المصور أدى إلى كسر كاميرا الفيديو التي يصور بها.
تزامناً مع اعتقال البديري، اعتدت قوات الاحتلال ضرباً بالهراوات على شبان فلسطينيين كانوا في المنطقة.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها قوات الاحتلال صحفيين يشاركون في تغطية الاعتصامات في "الشيخ جراح"، حيث اعتقلت قبل نحو 10 أيام صحفيين اثنين، إحداهما فتاة، واحتجزتهما 5 أيام في السجون الإسرائيلية، قبل الإفراج عنهما.
كانت إسرائيل قد قصفت، في 15 مايو/أيار الماضي "برج الجلاء"، الذي يضم نحو 25-30 مؤسسة إعلامية (محلية ودولية)، بينها مقرّا "شبكة الجزيرة" ووكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ما أدى إلى انهيار البرج بالكامل المكون من 13 طابقاً.
في وقت سابق من يوم السبت، قمعت القوات الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين المشاركين في اعتصام داخل حي "الشيخ جراح"، واعتقلت 4 منهم على الأقل، بحسب شهود عيان.
فيما تُصرّ قوات الاحتلال الإسرائيلي على قمع التظاهرات السلمية التي تُنظم في حي الشيخ جراح وقربه، منذ 16 مايو/أيار الماضي، للتضامن مع سكانه الفلسطينيين المهددين بالتهجير لصالح المستوطنين.
في حين تفيد تقديرات إسرائيلية وفلسطينية بوجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار 2021، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 289 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.