شهادات جديدة أدلى بها مجموعة من الإيغور المسلمين الفارين من الصين بشأن ما تتعرض له الأقلية المسلمة من اضطهاد وتعذيب، على يد السلطات الصينية في منطقة شينغنيانغ، وفق ما نشرته صحيفة The Independent البريطانية الخميس 3 يونيو/حزيران 2021.
إذ إنه من المقرر أن يقدم 3 من الإيغور المسلمين، الذين فروا من الصين إلى تركيا، أدلة أمام هيئة تحكيم في لندن تتولى التحقيق في ما إذا كانت أفعال بكين ضد إثنية الإيغور ترقى لجرائم إبادة جماعية.
شهادات صادمة من الإيغور المسلمين
قالت سيدة من بين الهاربين الثلاث، إنها أجبرت على الإجهاض وهي حامل في 6 أشهر ونصف الشهر، بينما زعم رجل أنه "تعرض للتعذيب ليلاً ونهاراً" على يد الجنود الصينيين في السجن.
يُتوقَّع أن تجذب هيئة التحكيم المستقلة، التي لا تحظى بدعم الحكومة البريطانية، عشرات الشهود خلال جلسات استماعها التي ستستمر لأربعة أيام. ويأمل المنظمون أنَّ ما سيُعلَن عنه من أدلة سيجبر المجتمع الدولي على التحرك ضد الانتهاكات في شينغيانغ.
فيما أخبرت أحد الشهود من الإيغور المسلمين، وهي أم لأربعة أطفال تدعى بوميريام روزي، وتبلغ من العمر 55 عاماً، أنَّ السلطات جمعتها مع نساء حوامل أخريات لإجبارها على إجهاض طفلها الخامس في 2007. وقالت إنها امتثلت للأوامر خوفاً من أن تصادر السلطات منزلها وتعرض حياة عائلتها للخطر.
أضافت بوميريام: "جاء رجال الشرطة، واحد من الإيغور واثنان صينيان. واصطحبوني أنا و8 نساء حوامل أخريات إلى سيارة واقتادونا إلى المستشفى".
كما قالت: "في البداية أعطوني حبة دواء لتناولها. لذا فعلت، ولم أكن أعرف ما هي. وبعدها بنصف ساعة، وضعوا إبرة في بطني. وبعد فترة خسرت طفلي".
تعذيب لا ينتهي وانتقام مستمر
من جانبها، قالت سمسينور غافور، طبيبة توليد وأمراض نساء سابقاً عملت في مستشفى بشينغيانغ في التسعينيات، إنها اعتادت مع طبيبات أخريات الذهاب من منزل إلى منزل ومعهن جهاز موجات فوق صوتية متنقل للتحقق مما إذا كانت أية سيدة حاملاً.
أضافت سمسينور: "إذا حظيت عائلة بعدد مواليد أكثر من المسموح به، يدمرون منزلهم. يسوونه أرضاً.. يدمرونه".
كما قال المنفي الثالث، محمود تيفكول، إنه سُجِن وعُذِّب في عام 2010 على أيدي السلطات الصينية التي استجوبته للحصول على معلومات عن أحد أشقائه. وأضاف أنَّ جزءاً من الأسباب التي تسعى السلطات الصينية للقبض على شقيقه لأنه نشر كتاباً دينياً باللغة العربية.
وصف تيفيكول تعرضه للضرب واللكم في وجهه أثناء الاستجواب. وقال: "وضعونا على أرضية قرميدية، وكبلوا أيدينا وأقدامنا وأوثقونا إلى أنبوب مثل أنبوب غاز. وكان هناك ستة جنود يحرسوننا، وظلوا يستجوبونا حتى الصباح".
مليون محتجز بمعسكرات "إعادة التثقيف"
وفقاً لباحثين، احتُجِز ما يُقدَّر بمليون شخص أو أكثر من الإيغور المسلمين في معسكرات "إعادة التثقيف" في شينغيانغ في السنوات الأخيرة.
بينما تنفي بكين هذه المزاعم. ويقول المسؤولون إنَّ المعسكرات كانت تُدرِّس اللغة الصينية ومهارات العمل والقانون، لكنها أُغلِقَت الآن.
فيما سيرأس هيئة التحكيم محامي حقوق الإنسان جيفري نيس، الذي قاد محاكمة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.
كما قالت الصين إنها لن تتراجع عن الإجراءات الأمنية المفروضة على إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ)، حيث وثقت مؤسسات حقوقية عالمية ما يتعرض له مئات الآلاف من أبناء أقلية الإيغور المسلمة هناك من اضطهاد وتعذيب.
جاء ذلك في مقابلة أجراها نائب المدير العام لقسم العلاقات العامة في الحزب الشيوعي الصيني شو جويشيانغ، في وقت سابق مع وكالة "أسوشيتيد برس" في العاصمة بكين.
المسؤول الصيني قال إن النشاطات الأمنية التي قامت بها بكين طوال الـ4 أعوام السابقة كانت ضمن نطاق "التحرر من الإرهاب"، وهو "ما لا يمكن تجاهله في الوقت الحالي لأن التهديدات لا تزال قائمة"، حسب قوله.
أما العقوبات التي فرضتها أمريكا على مسؤولين في بكين، وكذلك حظر استيراد البضائع من "شينجيانغ" بسبب أنباء العمل القسري المفروض على سكان الإقليم، فقد قلل المسؤول الصيني من أهميتها، قائلاً: "لا تظنوا أن الشركات في شينجيانغ لا يمكنها العمل بدون السوق الأمريكية أو دون بعض الشركات الأمريكية".
كما ادعى المسؤول الصيني أن 117 ألف شخص من أتراك الإيغور المسلمين يعملون في مختلف المناطق الصينية بفضل تلقيهم التعليم ضمن برامج التدريب التي انطلقت منذ 2014.