أكد راديو الجيش الإسرائيلي، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021، أن زعيم المعارضة يائير لابيد يتجه للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن أكمل اتفاقات لتشكيل ائتلاف مع حلفاء سياسيين لتشكيل حكومة جديدة، وذلك قبل نحو ساعة من انتهاء المهلة، المحددة في منتصف الليلة.
وفق المصدر نفسه، فقط أبلغ لابيد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين رسمياً بأن لديه الدعم من أغلبية أعضاء الكنيست للمضيّ قدماً في أداء الحكومة الجديدة لليمين.
ينتمي لابيد للوسط وهو مكلف بتشكيل ائتلاف حاكم بعد أن أخفق نتنياهو اليميني في ذلك عقب انتخابات جرت في 23 مارس/آذار.
في وقت سابق من اليوم الأربعاء، وقّع لابيد اتفاقاً ائتلافياً مع كل من نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا"، ومنصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، تمهيداً لإعلان الحكومة.
تحالف مع خصم نتنياهو الأول
شريك لابيد الرئيسي هو السياسي القومي نفتالي بينيت الذي سيتولى رئاسة الوزراء أولاً في إطار اتفاق مقترح لتناوب المنصب بينهما.
سيكون الائتلاف الذي سيشكلانه مكوناً من أحزاب صغيرة ومتوسطة بما يشمل للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل الحزب الممثل للأقلية العربية التي تشكل 21% من سكان البلاد.
لكن الحكومة الجديدة الهشة التي لن تحظى إلا بأغلبية بهامش ضئيل في البرلمان لن تؤدي اليمين على الأرجح قبل 10 أيام بما يعطي مساحة محدودة لمعسكر نتنياهو لمحاولة إجهاض تلك المحاولة بقلب النواب لصالحهم للتصويت ضد الائتلاف المقترح.
فيما يتوقع محللون سياسيون إسرائيليون أن يفعل نتنياهو كل ما هو ممكن من المناورات السياسية لتحقيق ذلك.
خلال فترة حكم امتدت 12 عاماً، وهي أطول مدة يبقى فيها رئيس وزراء في السلطة في إسرائيل، اتسمت شخصية نتنياهو بالاستقطاب في الداخل والخارج، وقد تشكّل نهاية عهده استراحة من الاضطرابات السياسية في الداخل، لكن ليس من المرجح أن تشهد السياسة الخارجية الإسرائيلية الكثير من التغيير.
نتنياهو في مأزق
يجد نتنياهو نفسه في مأزق، إذ يقترب أكثر فأكثر من نهاية حكمه المستمر منذ 12 عاماً، وسعى نتنياهو لنزع المصداقية عن بينيت وزعيمين يمينيين آخرين يتفاوضان مع لابيد، قائلاً إنهم يهددون أمن إسرائيل.
لكنه أبقى الباب مفتوحاً أمامهم، وقال إنه ما زال قادراً على تشكيل الحكومة القادمة، وإذا أخفق لابيد في الوفاء بالموعد النهائي اليوم، الذي يمثل نهاية تفويض رئاسي مدته 28 يوماً لتشكيل ائتلاف، سيكون أمام البرلمان ثلاثة أسابيع للاتفاق على مرشح جديد.
سيكون أمام لابيد سبعة أيام لتوزيع الحقائب والحصول على ثقة البرلمان.
ومن الوضع الراهن في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى الانتعاش الاقتصادي ومكانة الدين، كل المسائل على الورق تثير انقساماً في الائتلاف المتنوع المناهض لنتنياهو، باستثناء رغبة التحالف في إسقاط نتنياهو.
يُذكر أن نتنياهو يُحاكم بتهم فساد في ثلاث قضايا، ليكون بذلك أول رئيس حكومة إسرائيلي يواجه ملاحقات جنائية أثناء توليه منصبه، وإذا غادر السلطة، فسيصبح نائباً بسيطاً ولن يكون قادراً على استخدام نفوذه لمحاولة إصدار قانون لحمايته من مشاكله القانونية.