أصدر المدعي العام لمحكمة أردنية، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021 قرار إحالة باسم عوض الله والشريف عبدالرحمن حسن زيد حسين لمحكمة أمن الدولة العليا لأسباب أمنية، كما تصفها عمّان على خلفية القضية التي عرفت إعلامياً بـ"الفتنة".
وسائل إعلام محلية قالت إن قرار إرسال دعوة باسم عوض الله وعبدالرحمن حسن زيد حسين آل هاشم، إلى النائب العام لمحكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني.
ويأتي هذا بعد أن كشفت الوكالة الأردنية "بترا"، في وقت سابق، أن السلطات الأمنية قامت باعتقال الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين، لأسبابٍ أمنيّة.
الوكالة نقلت عن مصدر أمني قوله: "إنه وبعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنَين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة"، وأضاف المصدر أنّ التحقيق في الموضوع جارٍ.
إذ يعتبر الشريف حسن بن زيد من أفراد العائلة الملكية في الأردن، بينما كان باسم إبراهيم عوض الله قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني، إضافة إلى منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية قبل إقالته عام 2018.
كما يعتبر باسم عوض الله الأكثر جدلاً في المملكة؛ لارتباطه ببرنامج التحول الاقتصادي حينما شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي، وبعدها عمل رئيساً للديوان الملكي الأردني.
أعلنت الحكومة الأردنية، في أبريل/نيسان 2021، عن اعتقالات شملت رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، وأحد الأشراف و16 شخصاً آخرين. فيما تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن "مؤامرة" للإطاحة بالملك عبدالله.
بالرغم من أن قائد الجيش، اللواء يوسف الحنيطي، نفى منذ اللحظات الأولى وضع الأمير حمزة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الأخير قال، في أكثر من تسجيل صوتي منسوب إليه، إنه قيد الإقامة الجبرية، مشدّداً على أن قربه من المواطنين وسماع همومهم لا يمثل عبثاً بأمن الوطن، ومؤكداً أنه لا توجد أجندات ولا تخطيط خارجي ولا مؤامرات من خلف الكواليس.
فيما أعربت نور الحسين، ملكة الأردن السابقة، عبر "تويتر"، بعد ساعات من إعلان نجلها، الأمير حمزة، أنه قيد الإقامة الجبرية، عن أملها في أن تسود الحقيقة والعدالة جميع ضحايا ما وصفته بـ"الافتراء الشرير".
وبعد ضجة واسعة استمرت لأيام نشر الديوان الملكي الأردني، رسالة وقّعها ولي العهد السابق الأمير حمزة، يؤكد فيها ولاءه لأخيه، عاهل البلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
حيث قال الأمير حمزة، حسب تلك الرسالة، إنه يضع نفسه "بين يدي جلالة الملك"، مؤكداً أنه سيبقى "على عهد الآباء والأجداد، وفياً لإرثهم، سائراً على دربهم… وسأكون دوماً لجلالة الملك وولي عهده عوناً وسنداً".
يشار إلى أن الأمير حمزة، وهو الأخ غير الشقيق لعاهل البلاد، شغل منصب ولي عهد الأردن بين عامي 1999 و2004، قبل أن يتم نقل اللقب إلى الحسين بن عبدالله، الابن الأكبر للملك الحالي.
علاقة باسم عوض الله بالسعودية
علاقة عوض الله كانت ممتدة نحو القصر الملكي السعودي، إذ يعتبر الصديق المقرب والمستشار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما ظهر جلياً إبان مرحلة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وفقاً لمصادر أردنية رسمية رفضت الإفصاح عن هويتها.
لم يتوقف ارتباطه بمحمد بن سلمان فحسب، فبعد إنهاء مشروعه في الأردن، توجه إلى الإمارات، حيث عُيّن عضواً في مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية عام 2008.
بعد ذلك، التحق عوض الله بالعمل في مؤسسة سعودية يديرها رجل الأعمال السعودي صالح كامل، الذي اعتقله بن سلمان ضمن حملته على رجال الأعمال والأمراء، ثم انتقل للعمل مديراً تنفيذياً لشركة "طموح" الإماراتية ومقرها دبي، إضافة لعضويته في مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية الإسلامية في البحرين، وفقاً للمصادر الأردنية.