ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، مساء الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، نقلاً عن متحدث باسم جبهة "البوليساريو" أن زعيم الحركة الانفصالية عن المغرب الذي خضع للعلاج في مستشفى إسباني لأكثر من شهر، غادر المستشفى وهو في طريق عودته للجزائر سالماً معافى.
ومن شأن قرار مدريد السماح لإبراهيم غالي بمغادرة ترابها، أن يعمِّق من الأزمة مع المغرب، الذي استكر استقبال إسبانيا لزعيم "البوليسارو" بهوية مزورة، وطالب بمحاكمته لـ"ارتكابه جرائم حرب واعتداءات جنسية على إسبانيات"، وفق ما تؤكده الرباط.
وأكد جليل محمد، المتحدث باسم الجبهة الانفصالية، التي تتواجد بمدينة تندوف الجزائرية، وتطالب باسقلال إقليم الصحراء عن المملكة المغربية، أن إبراهيم غالي في طريقه فعلاً نحو الجزائر.
هذا التصريح أكدته أيضاً صحيفة "إل باييس" الإسبانية والتي أكدت أن غالي غادر إسبانيا بالفعل على متن رحلة من مطار بامبلونا متوجهاً صوب الجزائر.
من جهتها، قالت وكالة "أ.ف.ب" الفرنسية، إن غالي عاد إلى الجزائر على متن طائرة خاصة تم استئجارها من طرف الحكومة الجزائرية، فيما تقول وسائل إعلام مغربية إنها تابعة لـ"الرئاسة الجزائرية".
كما أضافت الوكالة الفرنسية، نقلاً عن "مصادر إسبانية رسمية" قولها إن مدريد أخطرت الرباط بذلك.
رفضت احتجازه
في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، رفضت المحكمة الإسبانية العليا طلباً باحتجاز إبراهيم غالي، قائلة إن رافعي دعوى تتعلق بارتكاب جرائم حرب لم يقدموا أدلة تثبت أنه ارتكب أي جريمة.
ومثُل زعيم جبهة البوليساريو، الذي كان يعالج في مدينة لوغرونو الإسبانية منذ أكثر من شهر، عن بُعد أمام المحكمة في مدريد.
إذ ذكرت وثيقة قضائية أن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وأفراداً من الصحراء الغربية يتهمون غالي وآخرين من زعماء البوليساريو بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتعذيب والضلوع في عمليات اختفاء قسري.
جاء في وثيقة قضائية: "تقرير الادعاء لم يقدم عناصر أدلة تدعم وجود أسباب للاعتقاد في مسؤوليته عن أي جريمة".
ويعتبر هذا التطور منعطفاً جديداً في نزاع قائم بين مدريد والرباط بسبب غالي.
بينما تقول الحكومة الإسبانية إنها سمحت بعلاج غالي في إسبانيا باعتبار ذلك بادرة إنسانية، لكن هذه الخطوة أثارت غضب المغرب ودفعت الرباط إلى تخفيف القيود الحدودية على نحو سمح بدخول آلاف المهاجرين جيب سبتة الإسباني في شمال إفريقيا في الشهر الماضي.