قبل أسبوعين من لقاء مرتقب لـ”تخفيف التوتر”.. أردوغان يحذر بايدن من خسارة “صديق قيِّم”

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/02 الساعة 06:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/02 الساعة 06:19 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/ رويترز

وجّه الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، تنبيهاً إلى الولايات المتّحدة من أنّها تخاطر "بخسارة صديق قيّم" إذا ما سعت إلى "حشر" بلاده في الزاوية.

يأتي تصريح أردوغان قبل أسبوعين من القمّة الأولى المرتقبة بينه وبين بايدن في 14 حزيران/يونيو الجاري، بهدف تخفيف التوتر بين البلدين، والذي زاد بعد تسلُّم الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه خلفاً لدونالد ترامب. 

أردوغان منزعج من مواقف واشنطن

وردّاً على سؤال عن العلاقات التركية-الأمريكية، قال أردوغان في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التلفزيونية الحكومية إنّ "أولئك الذين يحشرون الجمهورية التركية في الزاوية سيفقدون صديقاً قيّماً".

في هذا الصدد تساءل أردوغان في مقابلته التلفزيونية: "ما سبب توتّراتنا (مع الولايات المتحدة)؟ إنّه ما يسمّى بالإبادة الجماعية للأرمن".

وأضاف مخاطباً إدارة بايدن: "أليست لديكم مشكلة أخرى تعالجونها سوى تأدية دور محامي أرمينيا؟".

واستطرد قائلاً: "لكن ما تفعله لم نره من قبل، تخرج لتقول: أنا فعلت، وقررت، وتعترف بالإبادة الأرمينية المزعومة، وتلقي بالأمر أمامنا، ثم تتخذ قراراتك وفق هذا، هذا لم يحدث من قبل، ألم يكن أسلافك القائمون على إدارة الولايات المتحدة على دراية ومعرفة مثلك؟ إذ لم يستخدم أي منهم هذا المصطلح (الإبادة)، جزء منهم اكتفى بقول (الكارثة الكبرى)، وجزء آخر استخدم مصطلحات أخرى، لكن لم يستخدم أي منهم ذلك سواء أكانوا من الجمهوريين أو الديمقراطيين".

يذكر أن التوتر بين البلدين بلغ أوجه في نيسان/أبريل بعد اعتراف واشنطن بالإبادة الجماعية التي تعرّض لها 1.5 مليون أرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

من جانبها، فإن تركيا، وريثة السلطنة العثمانية، تنفي بتاتاً وقوع إبادة جماعية، لأن ما شهدته منطقة الأناضول في حينه هو حرب أهلية ترافقت مع مجاعة، مما أسفر عن مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك، بحسب ما تقوله أنقرة.

فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين

من المنتظر أن يلتقي الزعيمان في 14 حزيران/يونيو الجاري على هامش قمّة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، في محاولة منهما لتخفيف التوتر الحاصل بين البلدين.

وكان أردوغان توقّع الأسبوع الماضي أن تفتح القمة المرتقبة "حقبة جديدة" في العلاقات بين أنقرة وواشنطن؛ فأردوغان الذي يقود تركيا منذ 2003، ذكّر في مقابلته الثلاثاء بأنّه تمكّن على الدوام من العمل مع سيّد البيت الأبيض "سواء أكان جمهورياً أم ديمقراطياً".

إلا أن بايدن قام بإرسال رسالة سلبية لأنقرة منذ تسلّمه مفاتيح البيت الأبيض، فقد انتظر بايدن لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يجري أول اتصال مع نظيره التركي. 

نقاط الخلاف بين واشنطن وأنقرة

الرئيس التركي عدّد أيضاً مواضيع خلافية أخرى بين واشنطن وأنقرة تسبّبت في اضطراب العلاقات بينهما منذ 2016، وفي مقدّمة هذه المواضيع الدعم الأمريكي للميليشيات الكردية في سوريا التي تعتبرها تركيا "جماعات إرهابية".

في هذه القضية تساءل أردوغان: "إذا كانت الولايات المتحدة حليفتنا فعلاً، فهل ينبغي أن تقف إلى جانب الإرهابيين أم إلى جانبنا؟ للأسف، إنّها تواصل دعم الإرهابيين".

وبدأت العلاقات بين هاتين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي بالتوتر منذ 2016، لكنها زادت تدهوراً منذ تولّي بايدن السلطة في كانون الثاني/يناير خلفاً لدونالد ترامب الذي بنى معه أردوغان روابط شخصية.

فقد كان شراء أنقرة نظام دفاع صاروخي روسي سبباً رئيسياً لبداية التوتر، حيث يخشى حلف شمال الأطلسي أن يُستخدم لجمع معلومات استخبارية عن أجهزته العسكرية، ما دفع واشنطن لفرض عقوبات على هيئة المشتريات العسكرية التركية بسبب هذه الصفقة في سابقة من نوعها، وهي المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي لشرائها أسلحة روسية.

تحميل المزيد