وجَّه المغرب اتهامات جديدة لإسبانيا، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، في فصل جديد من الأزمة التي اندلعت بين البلدين منذ أسابيع، إذ قالت الرباط إن إسبانيا تتخذ موضوع الهجرة ذريعةً للتهرب من الأسباب الحقيقية للأزمة بينهما، معتبرةً أن "الثقة بين البلدين" قد انهارت بسبب "عداء مدريد للقضايا المصيرية للمغرب".
موقف الرباط الجديد جاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية رداً على تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز، جاء فيه أن "المغرب أكد في عدة مناسبات، أن الأزمة بين البلدين غير مرتبطة بمسألة الهجرة".
كان سانتشيز قد وصف تصرفات المغرب خلال الأزمة الحدودية قبل أسبوعين، عندما عبَر آلاف الطامحين للهجرة إلى جيب سبتة الإسباني في شمال إفريقيا، بأنها غير مقبولة وهجوم على الحدود الوطنية.
انهيار الثقة
جاء في بيان الخارجية المغربية أن تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية "مثيرة للاستغراب"، وأن جميع تصريحات المسؤولين والدبلوماسيين المغاربة "لم تتطرق إلى مسألة الهجرة".
وزارة الشؤون الخارجية المغربية ذكرت، الإثنين، عشية مثول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو التي تسعى إلى استقلال الصحراء عن المغرب، أمام المحكمة العليا الإسبانية: "إنها لا ترى في مثول أو عدم مثول المدعو غالي أمام المحكمة أساس الأزمة الخطيرة التي تعصف حالياً بالعلاقات بين البلدين".
قال البيان إن "جذور المشكلة في الواقع تتمثل بالثقة التي انهارت بين الشريكين… الأصول الحقيقية للأزمة تعود للدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة".
وأكد البيان أن "هذه الأزمة غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله، لم تبدأ الأزمة مع تهريب المتهم إلى الأراضي الإسبانية ولن تنتهي برحيله عنها، الأمر يتعلق بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما".
مواقف عدائية
كما قال البيان إن قضية غالي "كشفت المواقف المناوئة والاستراتيجيات العدائية لإسبانيا تجاه مسألة الصحراء المغربية، وكشفت تواطؤ جارنا الشمالي مع خصوم المملكة للنيل من وحدة أراضيها".
وكانت إسبانيا قد استقبلت غالي في 17 أبريل/نيسان الماضي، على أراضيها "لأسباب إنسانية بحتة" تتعلق بالعلاج من آثار الإصابة بفيروس كورونا.
بينما تتهم غالي جمعيات حقوقية صحراوية بارتكاب جرائم حرب، في حين يقول المغرب إن غالي دخل إلى الأراضي الإسبانية "خلسة" و"بوثائق مزورة".
بيان الخارجية المغربية، قال إن إسبانيا " أقدمت بالفعل على تهريب شخص متابَع قضائياً إلى أراضيها خلسةً وبطريقة غير شرعية، وذلك لأجل حمايته من المتابعة القضائية على جرائم ارتُكبت جزئياً على الأراضي الإسبانية".
يذكر أن المغرب استرجع إقليم الصحراء الغني بالثروات السمكية والفوسفات ويعتقد أن به مكامن نفطية إليه من الاستعمار الإسباني في عام 1975، لتتأسس جبهة البوليساريو عام 1976 وتطالب بانفصال الإقليم عن المغرب.
وحملت الجبهة السلاح في وجه المغرب مدعومة من الجزائر، ولم تتوقف الحرب إلا في عام 1991 عندما تدخلت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.