خلص بحث علمي حديث إلى أنّ تناول مشروب القهوة لا يمكنه أن يعوّض قلة النوم كما يعتقد البعض، لأن أداء المهام الصعبة التي تحتاج تركيزاً قد يتأثر سلباً، وذلك طبقاً لما أورده موقع Mind Body Green الأمريكي، السبت 29 مايو/أيار 2021.
البحث، الذي قام به باحثون بجامعة ولاية ميشيغان الأمريكية، كان يهدف لمعرفة إلى أيّ مدى يكون الكافيين فعّالاً في مواجهة قلة فترة النوم، خاصةً أن الذين يتناولون القهوة لا يحصلون على القدر الكافي من النوم فقد يُؤثّر ذلك بشدة على القدرات المعرفية، ويزيد صعوبة أداء المهام اليومية.
حيث عكف الفريق العلمي على دراسة أكثر من 275 حالة أمضت يومها بلا نوم، ثم استهلكت الكافيين أو دواءً وهمياً. إذ حصل كل واحدٍ منهم على 200 ملغ من الكافيين (أي ما يُعادل كوبين من القهوة) داخل كبسولة. ثم طُلِبَ من كل واحدٍ تأدية مهمة أساسية، تليها مهمة أكثر تحدياً مع عددٍ من الخطوات التي يجب إتمامها بترتيبٍ مُحدّد، ودون تخطي أو تكرار الخطوات.
عقب ذلك، لاحظ الفريق أن عدم النوم لساعات كافية يُؤدي إلى تدهور الأداء الإجمالي في المهام الإدراكية، وأنّ الكافيين لم يكن كافياً لمساعدة المشاركين على العودة إلى المسار الصحيح وإتمام المهام الصعبة. وربما كان الكافيين مفيداً بعض الشيء مع المهام الأكثر بساطة، لكن الأمر ذاته لا ينطبق على المهام الأكثر صعوبة.
مواجهة قلة النوم بزيادة الكافيين!
من جهتها، أشارت الباحثة الأساسية في الدراسة، الدكتورة كيمبرلي فين، إلى أنه "رغم شعور الناس بأنّهم يستطيعون مواجهة قلة النوم بزيادة الكافيين، فإن الأداء في المهام الأصعب سيتأثر على الأرجح". وهذا من الأسباب التي تجعل قلة النوم المثالي على فتراتٍ طويلة أمراً مضراً بالجسم.
الباحثة أضافت أنه حتى في حال ساعدك الكافيين على البقاء متيقظاً، فإنه لا يفعل الكثير لمنع الأخطاء التي قد تتسبّب في الأخطاء الطبية وحوادث السيارات.
بالتالي لا يستطيع البشر الاعتماد على القهوة، ويجب أن يمنحوا الأولوية بدلاً من ذلك للحصول على نومٍ جيد منتظم. وخطوات مثل الخلود إلى النوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة، ووضع روتين مخصص للنوم، واستخدام المكملات المُثبتة علمياً التي تدعم النوم ستكون مفيدةً للغاية لنا أكثر من أي كوب قهوة.
تجدر الإشارة إلى أن دراسة علمية صدرت عام 2018 ذكرت أن شرب ما لا يقل عن فنجانين من القهوة يومياً قد يزيد متوسط العمر المتوقع لمدة تصل إلى عامين، لأن استهلاك القهوة المعتدل، مثل كوبين إلى 4 أكواب في اليوم، "كان مرتبطاً بتخفيض معدل الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، مقارنة بعدم استهلاك القهوة".