أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"، الخميس 27 مايو/أيار 2021، في أعقاب اجتماع طارئ عقدته، أنّها ستفتح تحقيقاً في إجبار بيلاروسيا طائرة ركّاب كانت تعبر مجالها الجوي، الأحد، على الهبوط في مينسك لاعتقال صحفي معارض لنظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، كان على متنها، والتي زعمت بيلاروسيا أن حركة حماس الفلسطينية وضعت "قنبلة" على متنها، في محاولة منها لتبرير "الفضيحة" التي هزت المجتمع الدولي.
قالت "إيكاو"، في بيان لها، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية، إنّها قرّرت فتح تحقيق من أجل "تقصّي حقائق" ما حصل، مشدّدة على "أهمية إثبات وقائع ما حدث، والتحقّق ممّا إذا حصل انتهاك لقانون الطيران الدولي من قِبل دولة عضو في منظمة الطيران المدني الدولي، بما في ذلك اتفاقية (شيكاغو) للطيران المدني الدولي ومرفقاتها". وأضافت المنظمة أنّها تدعو "جميع الدول الأعضاء في إيكاو وسائر الأطراف المعنيين إلى التعاون مع هذا التحقيق".
واتّخذت إيكاو هذا القرار خلال اجتماع مغلق طارئ عقدته هيئتها الإدارية بمشاركة أعضائها الـ36.
اتهامات لـ "حماس"
أرتيم سيكورسكي، رئيس إدارة الطيران في وزارة النقل البيلاروسية، زعم أن الطائرة تعرضت لتهديدات من حماس بتفجيرها "مطالبةً الاتحاد الأوروبي بوقف عدوان إسرائيل على قطاع غزة".
مع العلم أن واقعة الطائرة تأتي بعد 48 ساعة من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وكف تل أبيب عن قصف القطاع.
أضاف المتحدث نفسه، في تصريح نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية: "وصلتنا رسالة، الأحد 23 مايو/أيار 2021، إلى البريد الإلكتروني للمطار الوطني (مينسك) من جنود حماس".
وأضاف أنه جاء في الرسالة: "نطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما نطالب الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن دعم إسرائيل في الحرب".
بل ذهب إلى حد اتهام حماس بأنها هددت بتفجير القنبلة في الطائرة يوم الـ23 من مايو/أيار.
يذكرُ أن هذه الادعاءات تأتي أيضاً بعد أن أعلنت وكالة الأمم المتحدة للطيران المدني، الإثنين، أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً، الخميس 27 مايو/أيار؛ لبحث قضية طائرة "راين إير".
قضية طائرة بيلاروسيا
يأتي هذا بعد أن أرغمت بيلاروسيا، الأحد الماضي، طائرة تابعة لشركة "رايان إير"، كانت في طريقها من اليونان إلى ليتوانيا، على الهبوط في عاصمتها "مينسك"، من أجل اعتقال ناشط معارض يدعى رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً) كان على متنها، مما فجّر موجة من الإدانات الدولية، خاصة من الاتحاد الأوروبي.
حسب وكالة رويترز للأنباء، فإن القرار البيلاروسي جاء بأمر من رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، وهو القرار الذي وصفته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأنه "غير مقبول على الإطلاق".
هذه الطائرة، المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس، كانت على وشك دخول أجواء ليتوانيا عندما غيرت اتجاهها ورافقتها طائرة حربية إلى مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، بعد تقارير عن وجود متفجرات على متنها، حسب متتبع لرحلات الطيران عبر الإنترنت ووكالة أنباء بيلتا الرسمية.
اقتاد مسؤولو إنفاذ القانون في روسيا البيضاء الناشط بروتاسيفيتش من الطائرة وتم احتجازه.
وبروتاسيفيتش مدرج على قائمة المطلوبين، بعد احتجاجات واسعة جرت العام الماضي عقب الانتخابات الرئاسية التي أُعلن فيها فوز لوكاشينكو، وشكا المعارضون من أنها شهدت تزويراً.
منظمة "إيكاو" للطيران
يُشار إلى أن إيكاو هي هيئة تابعة للأمم المتحدة، ومقرّها مونتريال، وقد اجتمعت، الخميس، بعدما طلبت منها الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والولايات المتّحدة إجراء "تحقيق طارئ"، ولا تملك إيكاو، التي تتمثل مهمتها في وضع قواعد النقل الجوي المدني، سلطة فرض عقوبات.
لكن في حال ثبوت وجود انتهاك للقواعد الدولية، فإنّ دورها يتمثل ببساطة في "مساعدة البلدان في السعي إلى ما تتوخّاه من مناقشات أو إدانات أو عقوبات، أو تدابير أخرى، بما يتّسق مع اتفاقية شيكاغو".
وبيلاروسيا طرف في اتفاقية شيكاغو التي تنصّ على أنّ "كل دولة متعاقدة توافق على عدم استخدام الطيران المدني لأي غرض يتعارض مع أغراض هذه الاتفاقية".
والأربعاء، قال لوكاشينكو، في أول تصريح علني له منذ تحويل مسار الطائرة: "لقد تصرّفت بشكل قانوني لحماية شعبنا"، معتبراً أنّ الانتقادات الغربية ليست سوى محاولة أخرى من مناوئيه لتقويض حُكمه.