في أول كلمة له عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، الجمعة 28 مايو/أيار 2021، إن الذين خرجوا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية قدموا المعنى الحقيقي للثورة بعد أن لوثه من وصفهم بـ"المرتزقة" و"فاقدي الشرف"، مضيفاً: "ما حصل لم يكن انتخابات بل ثورة (..)، لا مكان لشركاء إلا للإخوة والأصدقاء"، على حد قوله.
الأسد أضاف، في كلمته التي بثها التلفزيون السوري الحكومي: "(لقد) عرّفتم الثورة وأعدتم إليها ألقها (..)، أنقذتم سمعتها وأعدتم إطلاقها، لذلك ما حصل لم يكن احتفالات على الإطلاق، بل كان ثورةً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حقيقي لا مجازي"، واصفاً الثورة السورية التي اندلعت عام 2011 بأنها "ثورة ثيران".
هذه الثورة التي يدّعيها الأسد كانت ضد ما وصفه بـ"الإرهاب والخيانة والانحطاط الأخلاقي"، وقال: "(هي) ثورة لسان وقلم وعمل وسلاح، ثورةٌ عنوانها الشرف ضد كلِّ ساقط ارتضى لنفسه أن يكون مطية يمتطيها الآخرون ليصلوا به إلى حيثما يشاؤون".
"تعريف الوطنية"
فيما واصل حديثه قائلاً: "لقد أعدتم تعريف الوطنية، وهذا يعني بشكل تلقائي، إعادة تعريف الخيانة، والفرق بينهما هو كالفرقِ بين ما سمي ثورة وثواراً (..)، هو الفرق ما بين ثائرٍ يتشرب الشرف، وثور يُعلف بالعلف، بين ثائر نهجُه عزٌّ وفَخار، وثورٍ يهوى الذلَ والعار، وما بين ثائر يركع لخالقه، وثور يخر ساجداً أمام الدولار"، بحسب زعمه.
كما خاطب الأسد أنصاره بالقول: "في هذا الاستحقاق (الرئاسي)، فإن تعريفَكم للوطنية لم يختلف بالمضمون، لكنه اختلف بالطريقة والأسلوب، وسيختلف حتماً بالنتائج والتداعيات، وستخترق رسائلُكم كلَّ الحواجزِ والدروعِ التي وضعوها حول عقولِهم، وستنقل عقولَهم من حالة السُّبات الإرادي التي عاشوا فيها لسنوات، إلى حالة التفكير القسري فيما يحصل على أرض الوطن".
حزب الله يهنئ الأسد
في السياق ذاته، قالت جماعة حزب الله اللبنانية، في بيان، الجمعة 28 مايو/أيار 2021، إنها هنأت الأسد على فوزه بفترة ولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية.
حيث قال حزب الله: "نأمل أن تشكل السنوات القادمة فرصة كبيرة لعودة سوريا إلى لعب دورها الطبيعي والطليعي في العالم العربي وعلى المستوى الدولي".
كان الأسد قد فاز، الخميس، بولاية رئاسية جديدة من المفترض أن تستمر سبع سنوات أخرى، بأغلبية 95.1% من الأصوات، وفقاً للأرقام الرسمية.
يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية، التي يتحدث عنها الأسد، أجريت الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، في مناطق سيطرة النظام، على الرغم من غياب أكثر من نصف المواطنين الذين حولهم النظام إلى نازحين ولاجئين.
فبحسب أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، هناك نحو 6.6 مليون سوري أصبحوا لاجئين منذ عام 2011، فيما نزح 6 ملايين وأكثر من 700 ألف سوري.
فيما تداول السوريون فيديوهات مسرّبة من مركز اقتراع، يظهر فيها مسؤول الصندوق وهو يملأ الاستمارة عن الناخب، ويضعها بالصندوق عنه، فيما تظهر علامات الرعب واضحة في وجوه المواطنين.
في المقابل، شهدت المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تظاهرات حاشدة رافضة لمسرحية الانتخابات، بدأت من درعا، حيث تجمّع العشرات في ساحة المسجد العمري الذي انطلقت منه شرارة الثورة السورية في مارس/آذار 2011، رافعين شعار "لا مستقبل للسوريين مع القاتل".
إلى ذلك، تحدثت تقارير عن أن ثمة شبه إجماع لدى السوريين، بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم، ومن ضمنهم مؤيدو نظام الأسد، على أن انتخابات النظام كانت على الدوام مسرحية هزيلة سيئة الإعداد والإخراج، حتى أصبحت مادة للتندر والسخرية.
يذكر أنه قبل إجراء تلك الانتخابات، أشارت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى أن الانتخابات "لن تكون حرة ولا عادلة".