وصل الملحن اللبناني سمير صفير، الخميس 27 مايو/أيار 2021، إلى مطار بيروت، بعد مرور أكثر من شهر على اعتقاله في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد نجاح الاتصالات بين بيروت والرياض بشأن الإفراج عنه، على أن يتم إطلاق سراحه ويعود إلى بلاده، وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية.
وفي 26 أبريل/نيسان الماضي، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن اختفاء "صفير" بالسعودية بعد قيام قوة أمنية بالقبض عليه في مكان إقامته، دون أن تتوافر معلومات عن سبب اعتقاله.
يكشف سبب اعتقاله
يُعرف "صفير" (59 عاماً)، بمواقف مؤيدة للرئيس اللبناني ميشال عون، و"التيار الوطني الحر" حليف جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران.
وقال الملحن اللبناني عقب وصوله إلى مطار بيروت، في حديث تلفزيوني: "لم أتوقع أن أحتُجز في المملكة العربية السعودية".
كما أضاف: "سبب توقيفي يعود إلى سنة 2013، بسبب مزحة في أحد البرامج الفكاهية، وقد يكون هناك مَن حرض عليَّ".
المتحدث نفسه قال: "سُئلت عن تغريدة كتبتها سابقاً، عن العلاقة بين السيد نصرالله والرئيس عون، وما قلته هو أن هذه العلاقة أنقذت لبنان من الفتنة".
توتر بين الرياض وبيروت
خاصة في الفترة الأخيرة، على خلفية تصريحات لوزير الخارجية شربل وهبة، قال فيها إن "دول أهل المحبة والصداقة والأخوة (دون تسمية) زرعوا (تنظيم) داعش في سهل نينوى والأنبار (العراق) وتدمر (سوريا)"، ووصف الخليجيين بـ"البدو"؛ ما دفع إلى استقالته.
كما ضبطت السلطات السعودية شحنات مخدرات وصلت إلى البلاد، قادمة من لبنان مخفية داخل شحنة من الخضراوات والفواكه؛ ما دفع سلطات المملكة إلى وقف استيرادها من بيروت.
وتاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين السعودية ولبنان، إلا أنها اهتزت عام 2017؛ إذ اتهمت الرياض "حزب الله" بالسيطرة على القرار السياسي والأمني في لبنان، فضلاً عن تدخُّله في حرب اليمن ودعمه للهجمات ضدها.
اهتمام رسمي بقضيته
في أبريل/نيسان الماضي، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن مصدر مقرب من الرئيس اللبناني ميشال عون، قوله إن "الدولة تتابع موضوع مواطنها الملحن سمير صفير، بعد حديث عن توقيفه من قِبل السلطات السعودية".
المصدر نفسه أوضح أن وزارة الخارجية اللبنانية حاولت الاستفسار سؤال السلطات السعودية عن مكان صفير، وهو موسيقار معروف غنّى للرئيس عون. وامتنعت الخارجية اللبنانية عن التعقيب، ولم يردّ المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب للتعليق.
بينما كتب سليم عون، عضو البرلمان اللبناني المنتمي إلى الحزب السياسي للرئيس، تغريدة على تويتر، قال فيها: "أين سمير صفير؟"، وأضاف إليها هاشتاغاً (وسماً) يطالب بـ"الحرية" لصفير.
فيما كانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت حينها، أنه يُعتقد أن الموسيقار محتجز في السعودية، التي لديه حق الإقامة فيها.
حسب وكالة رويترز، واجه "صفير" انتقادات من سعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام، عندما نشر صورته وهو يتلقى لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا في السعودية.
إذ أغضب المنشور أناساً اتهموا "صفير" بالاستفادة من الخدمات في المملكة على الرغم من تصريحات سابقة له، لمَّح فيها إلى أن السعودية تصدّر الإرهاب، وهو ما تنفيه الرياض.