تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 27 مايو/أيار 2021، مقطع فيديو قال ناشروه إنه يُظهر موظفي مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأربعاء في الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، وهم يملؤون استمارات التصويت نيابة عن المصوتين.
ويُظهر الفيديو، الذي انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل، موظفي مراكز الاقتراع وهم يملؤون استمارات انتخاب، قبل أن يسلموها لأحد الموجودين ليضعها في صندوق الانتخاب.
وفي الوقت الذي لم يتسن فيه التأكد من صحة ومكان التقاط الفيديو، فقد برزت على الصعيد الدولي انتقادات حادة لانتخابات وُصفت بـ"الشكلية"، يعقدها نظام بشار الأسد في الأراضي التي يسيطر عليها، فيما تزامن ذلك مع احتجاجات شعبية نظمتها المعارضة في مناطق مختلفة من سوريا.
انتخابات "شكلية"
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، في مناطق سيطرة النظام السوري في انتخابات رئاسية من المتوقع أن تمنح رئيس النظام بشار الأسد فترة ولاية رابعة، وهي الانتخابات الثانية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد من الزمن.
النظام السوري يزعم أن الانتخابات تُظهر أن سوريا تعمل بشكل طبيعي رغم الحرب التي استمرت عقداً من الزمان، فيما تعتبرها دول غربية مسرحية لإحكام قبضة الأسد على السلطة.
وفي أوروبا انتقد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان يوم الثلاثاء، الأسد، مؤكدين أن الانتخابات لن تكون حرة أو نزيهة.
فيما أكدت الأمم المتحدة، في وقت سابق، أن انتخابات الرئاسة "ليست جزءاً من العملية السياسية التي تم اعتمادها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254″، الذي يدعو لإجراء الانتخابات بإشراف أممي.
كما منعت كل من ألمانيا وتركيا الاقتراع للانتخابات الرئاسية على أراضيها، ونشرت السفارة السورية في ألمانيا عبر موقعها الإلكتروني بياناً ذكرت فيه أن السوريين في ألمانيا لن يتمكنوا من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، عازية السبب إلى معارضة ألمانيا لهذا الأمر.
احتجاجات ضد الانتخابات السورية
ويأتي هذا في وقت شهدت فيه محافظة درعا، جنوبي سوريا، احتجاجات ضد الانتخابات الرئاسية، وتزامنت الاحتجاجات مع دعوات لناشطين من أبناء المحافظة للإضراب عن العمل الأربعاء، للتعبير عن رفض الانتخابات على اعتبار أنها "انتخابات صورية".
وأفادت مصادر محلية بأن مدينة درعا وبلدة طفس شهدت مظاهرات ضد الانتخابات، رفعت خلالها أعلام الثورة السورية، ودعت إلى مقاطعتها، منددة برئيس النظام بشار الأسد، حيث وصفته بالقاتل.
ولفتت المصادر إلى أن الناشطين دعوا إلى توسيع نطاق المظاهرات والإضراب لتشمل كافة المحافظات، حيث من المتوقع أن تشهد المظاهرات إقبالاً كبيراً.
وتأتي هذه الانتخابات في وقت تشهد فيه سوريا أزمة اقتصادية خانقة خلّفتها سنوات الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية على النظام فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع رجال أعمال سوريون كثر أموالهم.