اعتبرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، في تقرير لها نُشر الخميس 27 مايو/أيار 2021، أن عدوان الاحتلال على غزة والقدس، الذي دام 11 يوماً "لم يكُن له أي تأثيرٍ على التزام الإمارات بإقامة علاقات قوية مع إسرائيل"، ودليل ذلك، وفق الصحيفة نفسها، هو حضور "كبير دبلوماسيي إسرائيل المبعوثين إلى الإمارات العربية المتحدة حفلاً أقيم في دبي، على خلفية أول معرض دائم في شبه الجزيرة العربية لتخليد ذكرى الهولوكوست".
حسب الصحيفة نفسها، فإن المسؤول نفسه كان حاضراً قبل هذه المناسبة، التي أقيمت يوم الإثنين 24 مايو/أيار، في حدث من أجل إقامة مشروعٍ استثماري مشترك بين شركةٍ إسرائيلية وإماراتية.
"عكس ما نراه في غزة"
فالسفير الإسرائيلي في الإمارات، إيتان نائيه، صرّح خلال هذه المناسبة قائلاً "ما نراه هنا معاكسٌ تماماً لما نشهده في غزة… إذ نرى في عملية التطبيع الكاملة هنا انفصالاً عن الماضي".
تقول الصحيفة العبرية، إن الحرب التي اندلعت خلال شهر رمضان المبارك قد أثارت غضب مواطني الدول الخليجية، الذين أعربوا عن دعمهم للفلسطينيين ومعارضتهم للاحتلال، عبر الشبكات الاجتماعية واحتجاجات الشارع.
وبعد تصاعُد العنف إلى حربٍ بين حماس وجيش الاحتلال، في الـ10 من مايو/أيار، لم تُعرِب الإمارات عن انتقادها لإسرائيل بشكلٍ مباشر، بل أصدرت بدلاً من ذلك بياناً دعا "جميع الأطراف" لوقف القتال.
حين سُئِلَ عن طبيعة المحادثات مع المسؤولين الإماراتيين أثناء الصراع الأخير، قال السفير نائيه في أبوظبي، إنّ الأشخاص الذين تحدّث إليهم "أظهروا قدراً كبيراً من التفهم والاهتمام، ولم تشهد المحادثات أي توترات، وما سمعناه هو أنّ الإمارات دعت إلى وقف القتل من الجانبين، وقد أعربوا عن حزنهم على الضحايا من الجانبين".
احتفال إسرائيل في الإمارات
وقد تحدث نائيه إلى وكالة Associated Press الأمريكية من باحةٍ مفتوحة داخل متحف "معبر الحضارات" في دبي، الذي استضاف الحدث الذي ضمّ معرض الهولوكوست.
يُذكر أن مؤسس المتحف هو أحمد المنصوري، أحد الشخصيات الإماراتية البارزة، الذي قال إنّ أساسات المتحف قد أرسى دعائمها حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
تضمّن الحدث الذي حضره يهودٌ وإسرائيليون والسفير الألماني في الإمارات وآخرون، ترنيمةً يهودية باللغة العربية في ذكرى الراحلين، بينما شارك الأطفال الصغار اليهود في إشعال الشموع.
كما ركّز الحدث على ذكر أهوال الهولوكوست، والدروس المستفادة منها، وأهمية الاعتراف بأنّ محاولات التطهير العرقي يُمكن أن تحدث، وقد حدثت بالفعل بعد الهولوكوست.
وأثناء خروج الضيوف من المعرض كانت هناك دبابيس تحمل العلمين الإماراتي والإسرائيلي، تُباع مقابل 20 درهماً (5 دولارات تقريباً).
بينما أظهر عملٌ فني ضخم في الباحة رجلاً إماراتياً يرتدي الزي التقليدي وهو يضع ذراعه على كتف إسرائيلي، بينما يضحكان ويتشاركان القهوة تحت كلمة "أبناء عم"، المكتوبة بالعربية والعبرية.