أكثر من أي وقت مضى.. اليوم أُومِن أن تحرُّرنا قريب

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/27 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/27 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش
عناصر من شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى/رويترز

يا نصراً مزيّناً بالقدس كيف نكتبه، يا شموخاً سطّرته يد البطولة كيف نرتله، يا أسماءً كانت في المجد تعلو وتعلو كيف نذكرها، يا مقاومة رسمت ملامح طريق التحرير كيف حقها نوفيها، يا مَن تركوا الأهل والديار وسكنوا الأنفاق بين دفتين من نار لينتصروا لنا وبنا ومعنا، يا تراتيل العشق على ألسنة الفلسطينيين إذ يهيمون بأرضهم وإن جارت عليهم أوطانهم، يا عيوناً نعرفها من حمم البركان فيها وهي تتلو علينا بيانات النصر، ترعب المحتل وتبهرنا، يا ملامح لا نعرفها تبتغي من الله قبولاً تعدنا وتفي بالنذر، يا فلسطين الحبيبة كيف تشقينا ونحن الذين قلنا دوماً "نموت وتحيا فلسطين".

يا إرث العروبة ومسرى الرسول قد اقترب الوعد الحق، يا بقايا الأندلس المشهود لن نبكي عليك مسلوبة، أعددنا لك الرجال يعدون عدّتهم والتحرير، يا وصية الرسول والخطّاب عمر والأيوبيّ صلاح الدين، ما زلنا بعدكم نردد "نموت وتحيا فلسطين"، تحيا حرّة أبية عصيّة على الانكسار، جبروت في وجه الاستعمار، ألسنا فيها القوم الجبارين!

إنه الفلسطينيّ الذي يهب أغلى ما يملك فداءً لوطنه، الذي حاول كثير من الأمريكان والصهاينة وحتى بعض العرب، أن يعيثوا في الوعي الفلسطيني الفردي والجمعي ما يتيح للفلسطيني أن يتخلى عن أرضه، ولكن الفلسطيني لا يبيح لنفسه هذا العار، فظلّ يقاوم على أرض الرباط مردداً أيضاً "نموت وتحيا فلسطين".

قيل لنا يوماً: إذا مُتم، لمّن ستحيا فلسطين؟ قُلنا لقوم جبارين بعدنا، لهم جينات تشبهنا، فيهم الإصرار والعزيمة والقوة والتحدي واللاانهزام، المقاومة فطرتهم مثلنا، واسترداد الحق عدل في قاموسهم كما في قاموسنا، قوم فيهم ملايين المقاومين الذين ما فرطوا يوماً، ظلوا يقامون تاركين خلفهم نساء كالبشريات، الواحدة منهنّ تصنع جيلاً، بل دولة، بل أمّة، نساء يتجهّزن لزفّة أبنائهنّ شهداء إلى الحور العين، نساء يصبرن على ضيم الاحتلال وحرمان الطريق حتى ينلن شرف المقاومة على طريقتهنّ الخاصة، فهل في العالم نساء مجبولات على النصر مُذ ولدن كالفلسطينيات؟!

وضعت الحرب أوزارها نسبياً، وتلت المقاومة بيان النصر عملياً، وذرفنا الدموع واجتهدنا أن يكون عيدنا معنوياً، مع غزة العزّة المكللة بالجراح والآهات وصدمات الفقد ووعي الثورة، مع القدس التي احتفى شبابها بالانتصار على طريقتهم، إذ حوّلوا ساحات الأقصى إلى مهرجان انتصار حاشد، هتفوا للمقاومة وأهانوا المفاوض، بايعوا مَن انتصر لوجعهم وما زال يهدد بالحرب إذا استبيحت في الشيخ جراح منازلهم! فيا نصراً مزيناً بالقدس كيف نكتبه!

المجد لمعادلة قوة الحق وقوة السلاح، فقد قال الأجداد يوماً "ما بضيع حق وراه مطالب"، وتركونا نطالب بحقنا جيلاً بعد جيل، ننزف دماً وألماً ووجعاً، ولكن الحق لا يسقط بالتقادم، لا وجود لـ"إسرائيل" على أرضنا، فكلها فلسطين من بحرها حتى نهرها، من سهولها وجبالها وأغوارها وشعبها الحنطيّ المتمرس في جبهات القتال على اختلافها حتى يعود له الحق.

نصراً مباركاً وعيداً سعيداً وحقاً مسلوباً سيعود قريباً إن شاء الله، وما النصر عنّا ببعيد، وما فلسطين التي تشبهنا ونشبهها إلا أرضنا وحدنا فقط.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

رولا حسنين
صحفية ومدوّنة ومُعلمة فلسطينية
حاصلة على درجة البكالوريس في الإعلام والعلوم السياسية ودرجة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت- فلسطين
تحميل المزيد