ظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد، الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، في مدينة دوما، المعقل السابق للمعارضة السورية، متوجهاً إلى أحد مراكز الاقتراع في المدينة للإدلاء بصوته في انتخابات الرئاسة، التي وُصفت بأنها مسرحية، حيث من المتوقع أن تمنح الرئيس بشار الأسد فترة ولاية رابعة.
تعتبر دوما جزءاً من منطقة الغوطة الشرقية التي تقع على مشارف العاصمة دمشق. وكانت بلدة الغوطة الشرقية هي المكان الذي وقع فيه ما يشتبه بأنه هجوم بالأسلحة الكيماوية في أبريل/نيسان 2018، دفع الغرب إلى توجيه ضربات صاروخية إلى العديد من المواقع التي يعتقد أنها منشآت أسلحة كيماوية في سوريا.
يذكر أن الأسد كان قد أدلى بصوته في الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2014، في مركز مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي بالعاصمة دمشق.
بشار الأسد يتجاهل الآراء الغربية بالانتخابات
بدا ظهور الأسد مخططاً له بشكل جيد، فقد ظهر برفقة زوجته أسماء، محاطاً بالعشرات من مؤيديه، وسط حضور واضح لوسائل الإعلام العالمية.
لم يضيع الأسد هذه الفرصة لتوجيه رسائل إلى الدول الغربية التي قللت من شأن الانتخابات، ووصفوها بأنها لن تكون حرة أو نزيهة.
وحول هذه النقطة بالتحديد قال الأسد، إن دولته لا تهتم بالآراء الغربية بشأن صحة الانتخابات الرئاسية، مضيفاً: "قيمة آرائكم هي صفر".
في الوقت ذاته يقول النظام السوري إن الانتخابات تظهر أن سوريا تعمل بشكل طبيعي رغم الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان. لكن المعارضة ودولاً غربية تعتبرها مسرحية لإحكام قبضة الأسد على السلطة. ويخوض الأسد السباق أمام مرشحين اثنين مغمورين.
تعليمات أمنية لكبار المسؤولين
وقال مسؤولون في تصريحات خاصة إن السلطات نظمت خلال الأيام القليلة الماضية مسيرات كبيرة في أنحاء سوريا في محاولة لضمان إقبال كبير في يوم الانتخابات.
كما أن الأجهزة الأمنية ذات النفوذ القوي في البلاد، والتي تدعم حكم الأسد الذي تهيمن عليه الأقلية العلوية، أصدرت أيضاً تعليمات لكبار المسؤولين بالتصويت، بحسب وكالة رويترز.
من جانبه قال جعفر، وهو موظف حكومي في اللاذقية ذكر اسمه الأول فقط خشية التعرض للانتقام "المسؤولون الأمنيون أبلغوا المديريات أن يبلغوا الموظفين بعدم الغياب يوم الانتخابات تحت طائلة المسؤولية".
في المقابل، اصطف مئات الطلاب في كلية الآداب بجامعة دمشق للتصويت وتوقفت عدة حافلات خارجها، من أجل التصويت في الانتخابات.
وقالت أمل وهي طالبة تمريض "جئنا لانتخاب الرئيس بشار الأسد.. من دونه لم تكن سوريا لتظل سوريا"، فيما هتف طلاب آخرون قبيل افتتاح مركز الاقتراع "بالروح بالدم نفديك يا بشار".
يذكر أن الأسد كان قد تولى السلطة لأول مرة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ، الذي حكم البلاد 30 عاماً قبل ذلك، فيما هيمنت على حكم الأسد الحرب التي استمرت عقداً من الزمان والتي اندلعت بعد احتجاجات سلمية على حكمه الاستبدادي في عام 2011. وأدى الصراع إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص ونزوح 11 مليوناً من ديارهم، أي حوالي نصف سكان البلاد.