قال وزير الري المصري، محمد عبدالعاطي، إن واشنطن لم تتقدم بأي مقترح حتى الآن بخصوص حل أزمة سد النهضة المتعثرة منذ أشهر، مشدّداً على أن بلاده لن تقبل بحدوث أزمة مائية، ولن تقبل بتصرف أحادي من قِبل إثيوبيا فيما يخص أزمة السد.
حيث أجاب عبدالعاطي، في تصريحات متلفزة مساء الأحد، رداً على سؤال بشأن عدم تقدم واشنطن بأي مقترح لحل أزمة السد الإثيوبي حتى الآن، قائلاً: "لا، لم تتقدم بعد".
كان المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، فيليكس تشيسيكيدى، رئيس الكونغو الديمقراطية، قد قاما في 4 و7 مايو/أيار الجاري، بجولتين منفصلتين إلى مصر والسودان وإثيوبيا؛ لبحث أزمة السد.
فيما أشار عبدالعاطي إلى أن فيلتمان لم يقدم مقترحاً حول الأزمة، مرجعاً ذلك إلى "وجود دوائر عديدة في أمريكا تعمل أولاً على إعداد رؤية، وهذا يأخذ وقتاً"، لافتاً إلى أن تشيسيكيدى أيضاً استمع لرؤى الدول الثلاث، و"لكن ليس هناك مقترح (من الاتحاد)، من الممكن للدول أن تتجاوب معه".
إعادة استخدام المياه المستهلكة
رغم تأكيد وزير الري المصري أن ملف سد النهضة لا يزال يشهد حالياً تجميداً للموقف فيما يخص المفاوضات، فإنه أعرب عن أمله في أن يتم استئناف تلك المفاوضات قريباً، وأن يكون هناك تحرُّك سريع للوصول إلى حل، مبيناً أن هناك إجراءات من الممكن اتخاذها، دون أن يوضح طبيعة تلك الإجراءات.
في حين كشف المتحدث ذاته أنه تتم إعادة استخدام المياه المستهلكة أكثر من 4 مرات؛ لمواجهة العجز المائي في الحصة المصرية، مؤكداً أنه تم تجهيز وإنشاء ما يقارب 120 محطة خلط مياه؛ لسد العجز المائي.
قطر تبدي استعدادها للوساطة
في غضون ذلك، أبدت قطر، الإثنين، رغبتها في التوسط بين السودان وإثيوبيا لحل الخلافات بين البلدين بشأن أزمتي سد النهضة والحدود المشتركة.
جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بعد أن التقى نظيرته السودانية، مريم الصادق المهدي، في العاصمة السودانية الخرطوم.
إذ الوزير القطري إن بلاده مستعدة لتقديم العون والمشورة اللازمة لإنجاح الوساطة، موضحاً أنَّ ترؤس الدوحة للدورة الحالية لجامعة الدول العربية سيسهم في دفع الجهود المبذولة لحل الخلافات.
بدورها، أكدت المهدي أن بلادها منفتحة على قبول المبادرات التي تسهم في تقريب وجهات النظر بين الخرطوم وأديس أبابا، معبّرة عن امتنانها للدور الذي تلعبه الدوحة في دعم السلام والاستقرار بإقليم دارفور، ومؤكدةً أن الملء الثاني للسد ينبغي أن يتم بصورة متفق عليها بما يحقق مصالح المنطقة وشعوبها.
يشار إلى أن وزير الخارجية القطري كان قد بدأ، الأحد، زيارة رسمية للسودان تستغرق يومين، التقى خلالها مسؤولين محليين؛ لبحث العلاقات الثنائية.
كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد صرّح في 30 مارس/آذار الماضي، بأن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل"، وذلك في أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات.
جدير بالذكر أنه خلال السنوات العشر الماضية، خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عشرات الجولات التفاوضية دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وسط مخاوف لدى مصر والسودان من خفض حصصهما المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على الترتيب.
فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
في حين تصر إثيوبيا على ملء ثانٍ لـ"سد النهضة"، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، وهو الرافد الرئيس لنهر النيل، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.