زعمت بيلاروسيا، الإثنين 24 مايو/أيار 2021، أن إقدامها على إرغام طائرة مدنية قادمة من اليونان ومتوجهة إلى ليتوانيا، جاء بعد أن توصلت لوجود "تهديد من حركة المقاومة الإسلامية حماس" حول وجود قنبلة بالطائرة؛ في محاولة لتبرير "الفضيحة" التي هزت العالم، الأحد، إثر إجبارها طائرة على الهبوط باستعمال طائرة عسكرية.
فقدت أرغمت بيلاروسيا طائرة تابعة لشركة "رايان إير"، على الهبوط في عاصمتها "مينسك"، لاعتقال ناشط معارض يدعى رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً)، كان على متنها، مما فجّر موجة من الإدانات الدولية، خاصة من الاتحاد الأوروبي، كما وصفها أوروبيون بالعملية "الإرهابية".
مزاعم بيلاروسيا رددها أرتيم سيكورسكي، رئيس إدارة الطيران في وزارة النقل البيلاروسية، مدعياً أن الطائرة تعرضت لتهديدات بتفجيرها "مطالبةً الاتحاد الأوروبي بوقف عدوان إسرائيل على قطاع غزة".
مع العلم أن واقعة الطائرة تأتي بعد 48 ساعة من اتفاق وقف إطلاق النار، بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وكف تل أبيب عن قصف القطاع.
أضاف المتحدث نفسه، في تصريح نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية: "وصلتنا رسالة، الأحد 23 مايو/أيار 2021، إلى البريد الإلكتروني للمطار الوطني (مينسك) من جنود حماس".
وأضاف أنه جاء في الرسالة: "نطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما نطالب الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن دعم إسرائيل في الحرب".
بل ذهب إلى حد اتهام حماس بأنها هددت بتفجير القنبلة في الطائرة يوم الـ23 من مايو/أيار.
يذكر أن هذه الادعاءات تأتي أيضاً بعد أعلنت وكالة الأمم المتحدة للطيران المدني، الإثنين، أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً، الخميس 27 مايو/أيار؛ لبحث قضية طائرة "راين إير".
لماذا اعترضت مينسك الطائرة؟
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإن القرار البيلاروسي جاء بأمر من رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، من أجل اعتراض الناشط المعارض الذي لم يتجاوز عمره الـ26 ربيعاً، وهو القرار الذي وصفته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بـ"غير مقبول على الإطلاق".
هذه الطائرة، المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس، كانت على وشك دخول أجواء ليتوانيا عندما غيرت اتجاهها ورافقتها طائرة حربية إلى مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، بعد تقارير عن وجود متفجرات على متنها، حسب متتبع لرحلات الطيران عبر الإنترنت ووكالة أنباء بيلتا الرسمية.
اقتاد مسؤولو إنفاذ القانون في روسيا البيضاء الناشط بروتاسيفيتش من الطائرة وتم احتجازه.
وبروتاسيفيتش مدرج على قائمة المطلوبين بعد احتجاجات واسعة جرت العام الماضي، عقب الانتخابات الرئاسية التي أُعلن فوز لوكاشينكو فيها وشكا المعارضون من أنها شهدت تزويراً.
بينما ذكرت وكالة "بيلتا" أن لوكاشينكو شخصياً هو الذي أمر طائرة حربية بمرافقة طائرة الركاب وهي من طراز بوينغ إلى مينسك، وقالت إنه لم يُعثر على متفجرات على متنها.
من جهتها، قالت شركة رايان إير، إن روسيا البيضاء أبلغت طاقم الطائرة بوجود تهديد أمني محتمل على متنها وأصدرت لهم تعليمات بتحويل مسارها إلى أقرب مطار في مينسك.
وأضافت الشركة أن الطائرة هبطت بسلام وجرى إنزال الركاب، وأجرت السلطات المحلية التفتيش الأمني.
العملية أغضبت أوروبا
الدولتان الجارتان، ليتوانيا وروسيا البيضاء، من الأعضاء السابقين في الاتحاد السوفييتي السابق، في حين أن ليتوانيا حالياً عضو بالاتحاد الأوروبي ظلت روسيا البيضاء حليفاً تقليدياً لروسيا الاتحادية.
في السياق نفسه، حثت ليتوانيا، عضو الاتحاد الأوروبي، التكتل وحلف شمال الأطلسي على الرد، في حين طلبت ألمانيا توضيحاً عاجلاً، ووصف رئيس وزراء بولندا ما جرى بأنه "عمل بغيض من أعمال إرهاب الدولة".
كما دعا الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسيدا، إلى رد دولي، إذ صرح قائلاً: "أدعو حلفاء الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى الرد الفوري على التهديد الذي مثله نظام روسيا البيضاء على الطيران المدني الدولي. على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية؛ حتى لا يتكرر ما جرى".
من جهتها، قالت أستا سكاي جيريت، مستشارة الرئاسة الليتوانية، إنه يبدو أن عملية إجبار الطائرة، التي كان على متنها نحو 170 شخصاً من 12 دولة، على الهبوط أمر مخطط لها سلفاً.
وأضافت أن أجهزة مخابرات روسيا البيضاء كانت تعرف مَن على متن الطائرة التي أُرغمت على الهبوط بمساعدة طائرة مقاتلة طراز ميغ-29. وأوضحت أن بروتاسيفيتش كان يعيش في فيلنيوس منذ نوفمبر/تشرين الثاني.